تظاهر عشرات آلاف المصريين أمس في محافظات عدة، أبرزها القاهرةوالإسكندريةوالسويس، للمطالبة بالإسراع في تنفيذ المطالب التي رفعتها «ثورة 25 يناير»، في ظل غياب كامل لجماعة «الإخوان المسلمين» التي حظيت بانتقادات. وهذه التظاهرات هي الأكبر منذ انتهاء الاحتفالات بتنحي الرئيس السابق حسني مبارك. وردَّد المتظاهرون في ميدان التحرير في قلب القاهرة أمس هتافات تنتقد تباطؤ الحكومة في محاكمة الرئيس السابق ورؤوس نظامه. وشن متظاهرون هجوماً عنيفاً على نائب رئيس الحكومة الدكتور يحيى الجمل لاستقباله الأمين العام السابق ل «الحزب الوطني» الحاكم سابقاً الدكتور حسام بدراوي خلال جلسات الحوار الوطني الذي انطلق قبل يومين. وأمهل المتظاهرون الحكومة أسبوعاً لتنفيذ مجموعة من المطالب، في مقدمها محاكمة الرئيس السابق ونجله جمال، ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف المتهم بالتورط في قتل متظاهرين، ورئيس ديوان الرئاسة زكريا عزمي، ورئيس مجلس الشعب فتحي سرور، مهددين بالاعتصام في الميدان للمطالبة بإقالة الحكومة إذا لم تستجب لتلك المطالب. وكرر المتظاهرون دعوتهم إلى تشكيل مجلس رئاسي يدير شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية. وهاجم بعضهم جماعة «الإخوان»، معتبرين أنها «شقت صف الثورة» عندما دعت أنصارها إلى الموافقة على التعديلات الدستورية التي أقرت بعد استفتاء الشهر الماضي، كما رفض المشاركون مشروع قانون تجريم الاعتصامات والإضرابات الذي تقدمت به الحكومة. وقال الناطق باسم «حركة 6 أبريل» محمد عادل ل «الحياة»: «سنمهل الحكومة أسبوعاً لتنفيذ مطالب الثورة وحلِّ الحزب الوطني، قبل أن نقوم بإجراءات تصعيدية قد تصل إلى الاعتصام للمطالبة بإقالتها». ورأى إمام مسجد عمر مكرم الشيخ مظهر شاهين، الذي ألقى خطبة الجمعة في التحرير، أن «هناك تباطؤاً في إجراءات محاكمة الفساد». وتساءل: «لماذا هذا التباطؤ؟ هم معروفون بالاسم وجرائمهم معروفة للجميع... لماذا يجلس المحافظون إلى الآن على مقاعدهم وهم الذين يعملون لمصلحة نظام مبارك والذين تمت سرقة الاراضي على أيديهم وتزوير الانتخابات على أعينهم. ما يقوله الثوار هو ما يجب أن يتم الأخذ به». وحذّر من رد الثوار في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، مؤكداً أنه قد يصل إلى «تنظيم تظاهرة مليونية جديدة للمطالبة بإقالة حكومة شرف التي فاجأت الثوار بالاعتراف بالحزب الوطني ومحاولة إعادته للحياة السياسية من جديد، رغم أنه هو الذي أفسدها من قبل». وتساءل عن سر حضور ممثلين عن الحزب مؤتمرَ الحوار الوطني. وفي محافظة الإسكندرية، تجمع آلاف المتظاهرين أمام مسجد القائد إبراهيم، مرددين هتافات تطالب بمحاكمة مبارك ورجاله، كما رفعوا لافتات ترفض قانون تجريم التظاهرات. وذكرت وكالة «رويترز» أنهم رددوا هتافات بينها: «يا مشير ساكت ليه؟ انت معاهم ولا إيه؟» و «يا مشير قول الحق، انت معانا ولا لا»، في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد. وهتف المتظاهرون: «الشعب يريد محاكمة الفساد» و «الشعب يريد تطهير البلاد»، كما رفعوا لافتات كتب عليها: «ثورتنا ليست للبيع» و «حلّ الحزب الوطني ضرورة لا غنى عنها». ورفع بعضهم لافتة كتبت عليها عبارة: «الشعب يريد إعدام الرئيس» السابق. وفي مدينة السويس، شارك نحو 1500 شخص في مسيرة مرددين هتافات تقول: «القصاص القصاص، مش هنسكت تاني خلاص»، و «مسرحية مسرحية، العصابة هي هي»، و «المحاكمة المحاكمة، العصابة لسه حاكمة». ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات: «لا للقوانين المقيِّدة للحريات»، و «حاكموا مبارك وكل رموز النظام السابق»، و «يا عادلي يا خاين، دم شهداءنا مش هاين»، في إشارة إلى وزير الداخلية السابق حبيب العادلي الذي يحاكَم وآخرين بتهمة قتل المتظاهرين. إلى ذلك، أعلن أمس رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الدكتور سامي الشريف أنه سيتم الإعلان في شكل نهائي عن حركة تغييرات لعدد من رؤساء قطاعات الاتحاد والقيادات الإعلامية خلال أيام، في خطوة لتهدئة العاملين في الاتحاد، الذين نظموا أمس مسيرة انطلقت من أمام مقر التلفزيون نحو ميدان التحرير للمشاركة في التظاهرة، مطالبين ب «تطهير الإعلام من الفساد». من جهة أخرى، رحبت القاهرة أمس بقرار السلطات السورية الإفراج عن المهندس المصري محمد أبو بكر رضوان الذي اعتقل يوم الجمعة الماضي بعد التقاطه صوراً لتظاهرات مناوئة للنظام عبر هاتفه النقال. وقالت وزارة الخارجية إن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر قراراً بالإفراج عن رضوان، «في إطار العلاقات الطيبة والمتميزة بين مصر وسورية».