تستقبل فلسطين ذكرى مئوية وعد بلفور غداً الخميس بالحداد والاحتجاج والتوجه إلى القضاءين البريطاني والدولي للمطالبة بالاعتذار والتعويض والاعتراف بدولة فلسطين. وطالبت السلطة الفلسطينيةبريطانيا في اتصالات ثنائية في الأشهر الأخيرة، بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 للتعويض عن وعد بلفور الذي قاد إلى إقامة دولة إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني، لكن الأخيرة رفضت ذلك، وفضلت الانتظار إلى ما بعد التوصل إلى تسوية سياسية بين الجانبين. وكشف مسؤولون فلسطينيون ل «الحياة»، أن لجنة بريطانية- فلسطينية مشتركة بحثت خلال الأشهر الأخيرة مطالب فلسطينية «لإعادة التوازن» إلى الدور البريطاني. وقال وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن الجانب الفلسطيني طالب بريطانيا خلال هذه الاجتماعات بتقديم الاعتذار إلى الشعب الفلسطيني، وتعويضه مالياً، والاعتراف بدولة فلسطين، لكن الأخيرة رفضت الاقتراحات الثلاثة، وأصرت على الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور، الأمر الذي اعتبره الجانب الفلسطيني «صلفاً وإجحافاً غير مبررين». وأكد مسؤولون فلسطينيون أن الرئيس محمود عباس قرر مقاضاة بريطانيا أمام المحاكم البريطانية والدولية على وعد بلفور في حال إقامة احتفال في الذكرى. وقال المالكي: «في حال أصرت بريطانيا على الاحتفال بمئوية وعد بلفور المشؤوم فإن القيادة ستمضي بإجراءاتها القانونية وفقاً لتعليمات الرئيس محمود عباس». وأضاف: «يجري التحضير لرفع قضايا قانونية على بريطانيا لمطالبتها بإعادة حقوق الشعب وتصحيح خطئها التاريخي». وكشف سفير فلسطين لدى بريطانيا مانويل حساسيان، أنه «جرى تكليف مكتب محاماة في بريطانيا التحضير لرفع دعاوى على الحكومة البريطانية أمام القضاء ومطالبتها بتعويض، ودراسة رفع دعاوى مماثلة أمام محكمة العدل الدولية». وقال إن هناك سوابق في التاريخ جرى فيها رفع دعاوى قضائية على دول جراء الإضرار بمصالح دول أثناء استعمارها، وأقرت المحاكم تعويضات مالية لتلك الدول والشعوب، مشيراً إلى أن «فلسطين ستطالب بريطانيا بالاعتذار والاعتراف بدولة فلسطين، وتقديم تعويضات للشعب الفلسطيني على الأضرار التي لحقت به نتيجة وعد بلفور». وأعلنت اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى المئوية لإحياء ما سمته «الوعد المشؤوم» عن سلسلة من الاحتجاجات في الميادين العامة وأمام المؤسسات البريطانية مثل المركز الثقافي البريطاني، والقنصلية البريطانية في القدس، والسفارة البريطانية لدى إسرائيل في تل أبيب. ودعت اللجنة المواطنين إلى رفع الرايات السود على البيوت والسيارات غداً الذي يصادف ذكرى إعلان الوعد. وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي أنها ستوجه 100 ألف رسالة احتجاج من طلاب المدارس الثانوية الفلسطينية إلى رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، يعبرون فيها عن احتجاجهم على قيام الحكومة البريطانية بالاحتفال بذكرى الوعد الذي قاد إلى إقامة دولة إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني، وإلى تشريده، وحرمانه من حقوقه الإنسانية والوطنية والدينية. وقال نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول، إن اللجنة وجهت دعوات إلى اعتصامات احتجاجية أمام جميع المؤسسات البريطانية في البلاد. وحمل العالول بشدة على رئيسة وزراء بريطانيا لإصرارها على الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور، واصفاً موقفها هذا، في مقابلة مع إذاعة صوت فلسطين الرسمية، ب «الصلف» و «الغباء». ودعت ماي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو للاحتفال غداً في لندن بمئوية الوعد. ووجه نتانياهو بدوره دعوة إلى زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن لحضور حفلة عشاء في المناسبة، لكن كوربن المعروف بتأييده حقوق الشعب الفلسطيني، اعتذر عن عدم الحضور.