عام 2016، صدر عن دار النشر «دورلنغ كندَرسلي» البريطانية كتاب بعنوان «ما الذي يحدُثُ فعلًا لكوكبنا؟» What's Really Happening to our Planet؟، من تأليف عالِم البيئة الذائع الصيت طوني جونيبر، مع تمهيد كتبه الأمير تشارلز، وليّ عهد بريطانيا. وعام 2017، أصدرت «مكتبة لبنان- ناشرون» الكتاب بنسخة عربيّة أعدّها الدكتور ألبير مُطلَق. يقدّم الكتاب حقائق ومعلومات عن الضغوط الهائلة التي يتعرّض لها كوكب الأرض، بأسلوب يضمن أن تَكون التطورات الراهنة مَفهومة ومشروحة بوضوح. كذلك يكشف بعض الحلول المطروحة التي تساعد على تشكيل مستقبَل إيجابي للبشرية وسائر أشكال الحياة على كوكب الأرض. ويعرض الكتاب أهمَّ الاتجاهات التي تغيّر العالم، كازدياد أعداد البشر الذين تضاعفوا ثلاث مرّات منذ عام 1950، والتوسع الاقتصادي الذي ارتفع عشر مرّات منذ العام نفسه. ويشير أيضاً إلى أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون حاضراً في بلدات ومدن، ويستهلكون 75 في المئة من موارد الطبيعة. ويؤدي ذلك إلى إتلاف البيئة عبر الاستهلاك المفرط. ولا يهمل الكتاب إيجابيات التغيّر السريع في العالم، بل يذكر التكنولوجيا المتطوّرة، خصوصًا على صعيد الاتصالات، والتطوّر المذهل في السفر جوّاً. ويشير أيضاً إلى تراجع الفقر، تحسن مهارات القراءة والكتابة، انخفاض معدل الوفيات من الأمراض المُعدية. في المقابل، يذكر الكتاب العوامل التي تساهم في عرقلة النموّ الاقتصادي والاجتماعي في كثير من البلدان، وتضع عقبات في وجه قوانين حماية الموارد الطبيعية والأنظمة البيئية. ومن ضمن تلك العوامل الفساد والنزوح وتصاعد الإرهاب. وينجم من ذلك أن 800 مليون إنسان يعانون سوءَ التغذية. نشاط بشري مؤذٍ ويتطرّق الكتاب إلى نشاطات البشر وآثارها السلبيّة التي ترتدّ عليهم فتقوّض طريقة حياتهم على نحو مدمّر. ويعرض بعض الحلول التي يمكن أن تتبناها الحكومات والمنظمات والأفراد، للحفاظ على ثروات الأرض، أو تجديدها. ويعمل الكتاب على تعريف القارئ إلى موضوع حيويّ تماماً. كما يعرض عبر رسوم بيانية بسيطة، التحديات التي يواجهها البشر والحلول التي يمكن أن تساعد على عكس طريق الأخطار التي يمشون فيها، ليصنعوا لأطفالهم عالماً أفضل. كذلك يحتوي آراء كبار الخبراء والمهتمين بالبيئة أمثال آل غور، وهو نائب رئيس أميركي سابق وخبير في علوم البيئة، وبان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وليوناردو دي كابريو، وهو ممثل أميركي وناشط بيئي، والسير جوناثن بورت، وهو خبير بعلوم البيئة وكاتب بريطاني، ووِل ستيفِن، المدير التنفيذي في «البرنامج العالمي للغلاف الأرضي والغلاف الحيوي»، وساتيش كومار، ناشط بيئي هندي، وغيرهم. ألَّف الكتاب الخبير بعلوم البيئة طوني جونيبر، وهو ناشط بريطاني ومستشار في الطاقة المستدامة. وشغل منصب المدير التنفيذي لجمعية «أصدقاء الأرض». ورشّحه «حزب الخُضر» في عام 2010 إلى الانتخابات البرلمانية العامة البَريطانية عن دائرة كامبردج الانتخابية. ونال جونيبر شهادة البكالوريوس في علم النفس وعلم الحيوان من جامعة بريستول، ثم درجة ماستِير في حماية البيئة من «كلية لندن الجامعية». وفي عام 2013 منحته جامعتا بريستول وبليموث دكتوراه فخرية في العلوم. ونشر جونيبر عدداً من الكتب التي تُعنى بالطبيعة والبيئة. واهتم الأمير تشارلز بوضع تمهيد الكتاب. ويعرف عن الأمير أنّه من أبرز الداعمين للقضايا البيئيّة لأكثر من 40 عاماً. وأَطلق عدداً من المبادرات لتشجيع الحفاظ على البيئة، منها «مشروع الأمير للغابات المطيرة» The Prince's Rainforests Project، ومشروع «وحدة الاستدامة الدولية» International Sustainability Unit. وفي عام 2017 أصدرت «دار بِنغوين للنشر» كتاباً للأطفال بعنوان «التغيّر المناخي» كتبه الأمير تشارلز وطوني جونيبر والأستاذة في جامعة كمبردج إيميلي شاكبيرغ. وفي 52 صفحة، يعرّف الكتاب الأطفال على مفهوم التغيّر المناخي وما يمكن أن يسبّبه من كوارث بيئية. وأعد النص العربي لكتاب «ما الذي يحدث فعلًا لكوكبنا؟» الدكتور ألبير مُطلق، وهو أستاذ جامعي درّس في أربع جامعات هي الجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة جورج تاوْن في واشنطن، والجامعة اللبنانية في بيروت، وجامعة تورونتو الكندية. ويؤثر عن مُطلق أنه كان أوّل شخص في تاريخ الجامعة يُمنَح درجة الدكتوراه في اختصاص اللغة العربيّة وآدابها (1970). ووضع مؤلفات في اللغة والأدب، وترجم من اللغة الإنكليزية كتباً كثيرة، عدد منها في العلوم. وألّف أربعين كتاباً قصصيّاً للأطفال، تُرجِم بعضها إلى اللغات الإنكليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة. ونال «جائزة الشيخ زايد للكتاب» عن فئة الترجمة، عام 2010. يشرح «ما الذي يحدُثُ فعلًا لكوكبنا؟» في شكل مبسّط معلومات وحقائق متداخلة ومتشعّبة. ويمثل دليلاً واضحاً وسهل التناوُل عن المشكلات الملحة في كوكب الأرض. وبنسخته المعرَّبة، يُقدّم فرصة للقُرّاء العرب كي ينخرطوا في أزمات كوكبهم، ويَعوا الأخطار التي تتهدّد استقرار مُناخهم، ونقاء هوائهم، وأمن غذائهم، وبالتالي مستقبلهم ومستقبل أبنائهم. ويُقدّم لهم أيضاً بعض الحلول التي يُمكِن أن يتبنّوها ليساهِموا بأنفسهم في إنقاذ الحياة على كوكب الأرض. * أكاديميّة لبنانيّة.