شعر الكثير من الأطفال في بعض المدارس بالتعب بعد موجة الغبار الأخيرة على الرياض، وعلى رغم غياب الطلاب لم تهتم بعض المدارس بتنظيف الصفوف وأرضية الساحات من الأتربة التي شكلت تلوثاً كبيراً على البيئة المدرسية، وعلى رغم ذلك اجتهد بعض الأطفال داخل الصفوف بتنظيف أماكنهم من دون توفر أي مواد نظافة. تقول رغد البصري: «بالنسبة لصفي كان نظيفاً، ولكن صف شقيقتي كان مليئاً بالتراب، وكانت شقيقتي حزينة لأنها لم تستطع الجلوس على الكرسي والطاولة الخاصين بها، وذهبت على الفور بأخذ كمية كبيرة من الماء والمناديل المجففة لتنظيف مكانها، وشاركها جميع الطالبات في الصف، وتردد شقيقتي بعصبية، لماذا لم ينظف العاملون أماكننا في المدرسة قبل حضورنا؟!». وتفاجأت رهف العتيبي، عندما دخلت الصف ووجدت طاولتها ممتلئة بالتراب، وعلى رغم عدم توفر المواد المنظفة والمعقمة لديها إلا أنها أخذت كوباً من الماء وبعضاً من المناديل المجففة لتنظف طاولتها، وتقول: «أرجو من إدارة المدارس الاهتمام بنظافة المدرسة لأنها تعني لنا الكثير، ففيها نتعلم وندرس نصف اليوم، ونجد الأمر يشكل صعوبة، إذ شاهدنا شكلها غير جميل». وتقول هيفاء الفصام: «لم أتوقع أن يصل الغبار حتى للخزانة المغلقة، إلا عندما وصلت المدرسة وفتحتها لأضع أدواتي المدرسية، إذ تفاجأت بكمية التراب فيها، وعلى الفور لم أستطع الوقوف مكتوفة الأيدي، وقمت بعملية التنظيف، أرجو من المدرسة الاهتمام بتوفير مواد تنظيف لكل طالبة، لأننا واجهنا صعوبة في انتظار انتهاء الصفوف من التنظيف لتصلنا المواد المنظفة. وتشاركها في الرأي شقيقتها الجوهرة الفصام، إذ يجب تعليم الطالبات كيفية إغلاق النوافذ والأبواب قبل الخروج، لأن ذلك يقلل من دخول الأتربة. ويقترح فراس الرشيد وضع مظلات مضادة للأتربة وعوازل تحمي المدارس، لأن معظم ساحات المدارس الداخلية مفتوحة، وهذا الأمر يشكل مشكلة كبيرة عند هطول الأمطار، أو حدوث موجات الغبار. وتقول الجوهرة الدحيم: «كل طالبة قامت بتنظيف مكانها، وعلى رغم عدم وجود مواد منظفة جيدة، إلا أننا حاولنا تنظيف الصفوف لنبقى نظيفين ونستوعب الدرس». وترد شقيقتها جمانة: «لقد استغرق التنظيف نصف ساعة، أو ربما أكثر، ونحن ننظف الصفوف من موجة الغبار، ولكن أعجبت بمنع الطالبات المصابات «بالربو»، وكذلك أي طالبة مريضة، من المشاركة في التنظيف».