عاد طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية إلى مقاعد الدراسة بعد فترة التأجيل الوحيدة التي دامت أسبوعين بسبب انتشار وباء إنفلونزا الخنازير. ولكن لا تزال نتائج العودة غير واضحة حتى الآن، في الوقت الذي تتحفظ فيه كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة على أنباء المصابين الجدد. وفي الوقت الذي تؤكد فيه وزارة التربية الأخذ بكافة الاحترازات ضد الوباء، إلا أن البنية الرئيسية لعدد من المدارس، وخصوصا المستأجرة، لا تزال دون خط الاحتراز؛ فقد رصدت جولة ل»شمس» على عدة مدارس في الرياض تردي الوضع الداخلي للفصول من ناحية امتلائها بالغبار والأتربة. كمامات وغياب اعتيادي إلى ذلك لوحظت نسبة غياب وصفها مديرو مدارس ب»الاعتيادية»، في حين لجأ الطلبة الحاضرون في اليوم الأول إلى استخدام الكمامات طوال اليوم الدراسي الذي يمتد لست ساعات. وقال محمد العتيبي (معلم في المرحلة الثانوية) إن الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم طبقت بشكلها المطلوب من خلال وضع المنظفات والمطهرات والمناديل في أماكنها المخصصة، وتم توزيع الكمامات على الطلاب. وأشار: «لم ترتفع نسبة الغياب من جراء إنفلونزا الخنازير، وهذا الغياب معتاد بداية كل فصل دراسي». نسب غياب كبرى فيما قالت نورة السليمان (معلمة في المرحلة المتوسطة) إن مدرستها التي تعمل فيها تخضع للترميمات منذ بداية الصيف، ولم يتم تجهيزها لبداية العام الدراسي، وعاودت هي وزميلاتها العمل في مدرسة ابتدائية مجاورة، وقالت: «بدأنا العمل مع الطالبات مع كميات كبيرة من الغبار كانت تتكوم على المقاعد والطاولات، ولم توفَّر لنا أي مواد للتعقيم أو التنظيف». وأشارت إلى حضور نحو 80 في المئة من الطالبات من إجمالي 600 طالبة. وأوضح أحمد السلمان (معلم في المرحلة المتوسطة) أن نسبة الغياب كانت «فوق المتوقع»، وأكد أن عدد الغائبين في المدرسة التي يعمل بها وصل إلى 75 في المئة من إجمالي الطلاب. وأضاف: «المدرسة استعدت لبداية العام وللحد من انتشار إنفلونزا الخنازير من خلال جلب المعقمات ومواد التنظيف والمنشورات للتوعية بأهمية النظافة لمقاومة الوباء، ولكن نسبة الغياب الكبيرة أثارت الخوف في نفوس الحاضرين». ومن جانبها أكدت الجوهرة الشريف (معلمة في المرحلة المتوسطة) أن ثلث طالبات المدرسة التي تعمل فيها تغيبن خلال أول يوم دراسي رغم استعداد مدرستها للعمل على الإجراءات الوقائية التي أُسندت إليهن من قبل (التربية والتعليم)، وقالت: «الطالبات الغائبات متخوفات من إنفلونزا الخنازير، وقد عملت في مدرستي أكثر من ثلاثة أعوام، وكان هذا العام هو الأعلى في نسبة الغياب؛ إذ لم يحضر من طالبات الصف الأول المتوسط سوى 30 طالبة من أصل 120 طالبة، بينما تغيبت ربع طالبات الصفين الثاني والثالث المتوسط». مضيفة أنه تم إلغاء الطابور الصباحي، ولم يتم إلغاء الفسح، وما زالت بتوقيتها المعتاد نفسه. نظفنا المقاعد بأنفسنا فيما قال فهد الحارثي (طالب مرحلة متوسطة) إن وقت الإجازة الطويل ساهم في تشويقه للعودة إلى المدرسة من جديد للالتقاء بأصدقائه. وعن سؤاله عن مدى تخوفه من انتشار إنفلونزا الخنازير ذكر أن المعلمين شرحوا للطلاب سبل الوقاية من المرض، مؤكدا أنهم خلال عودتهم إلى المدرسة نظفوا مقاعدهم الدراسية بأنفسهم ولم تكن مجهزة من قبل. وأضاف الحارثي: «أصيب خالي بإنفلونزا الخنازير، ولكنه شفي منه تماما؛ لذلك فالمرض ليس مخيفا جدا بالنسبة إليّ». أولياء الأمور.. متفهمون ومن جهته أوضح عثمان الجباري مدير مدرسة النعيم بن مسعود المتوسطة في الرياض، أن نسبة الغياب في أول يوم تجاوزت 30 في المئة من العدد الإجمالي للطلاب، أي ما يعادل 150 طالبا في اليوم الأول، وعن الاستعدادات في الوقاية من مرض إنفلونزا الخنازير قال إن الإدارة أجرت دورات تدريبية للمدرسين تختص بطريقة التعامل والتعرُّف على المرض، وجهزت غرفة العزل الصحي بجميع الأدوات الممكنة، وأُلقيت كلمة موجهة للطلاب عن الطريقة المثالية في التعامل مع المرض وعلامات المرض. وأشار الجباري إلى أن الحركة المدرسية لجميع الطلاب «سارت على أحسن وجه»، ولم يلاحَظ تخوُّف من الطلبة حول ذلك. وأضاف: «حتى أولياء الأمور لم يتطرقوا إلى موضوع الوباء، وهذا ما لم أكن أتوقعه؛ حيث حملت همّا طوال الإجازة الصيفية، وكلما اقتربت المدرسة زاد تخوفي من انتشار الوباء، إلا أن اليوم يبشر بالخير». اشتباه بحالة واحدة وقال الجباري إن مدرسته اشتبهت بحالة إصابة واحدة في الحصة الأولى، وأُجريتْ له فحوص بجهاز قياس الحرارة، ولاحظنا ارتفاعا فيها، وأُدخل الطالب غرفة العزل حتى حضر والده، وذهب به إلى المستشفى، وبعد الاتصال بوالده للاطمئنان أكد أنه لا صحة بإصابته بمرض إنفلونزا الخنازير. واقترح مدير المدرسة تبديل التجهيزات الوقائية بزيادة عدد أجهزة القياس، وبفحص الطالب بالجهاز عند دخوله إلى المدرسة، وبذلك يُعرف الطالب السليم من المصاب. فيما قال محمد الشرهان (معلم اللغة الإنجليزية في المدرسة) إن الحضور كان جيدا، والحصص مرت دون التطرق إلى موضوع المرض، ولم يلاحظ شيء سوى حمل الطلاب للمعقمات في الجيوب، وشجع مدير المدرسة ذلك الحرص من الطلبة. ومن جهته قال عوض العتيبي ولي أمر أحد الطلاب في المدرسة إن أبناءه جميعهم ذهبوا مبكرا إلى المدرسة «دون إجبار أحد منهم على الذهاب، بل كانت الرغبة منهم جميعا، ولم يتخوف أحدهم من المرض؛ بل كانت الأوضاع كالسنوات الماضية، ولم يتغير شيء».