قُتل في مدينة الناصرية قبل أيام جابر يوسف راضي، الشهير ب «ابو إنعام»، وهو أشهر شخصية كارتونية على موقع فايسبوك تنتقد السياسة ورجالها بطريقة الكوميديا السوداء. وطبقاً لما ذكره بعض اقارب الرجل، فأنه توفي بعدما قام احد الشباب بالاعتداء عليه ضرباً، ولم يتركه حتى فارق الحياة. وقالت ابنته ل «الحياة»، إن عائلتها كانت تتألم لما كان يتعرض له والدها من أذى على أيدي بعض المارة الذين يتهمونه بالجنون. وأضافت: «لم يؤذ أحداً في حياته، وكان أمراً مفاجئاً أن يُقْدِم شاب على ضربه في الشارع حتى الموت، لكنني لن أسكت وسأقيم دعوى قضائية على الجاني حتى ينال جزاءه». ويُعَدّ «أبو إنعام» من أكثر الشخصيات الهزلية شهرة في العراق، حيث حمل الشباب المتظاهرون بعض أهازيجه الهزلية كشعارات اثناء مظاهرات الجمعة، في شكل عكس تأثُّرَ الشارع العراقي بهذه الشخصية التي ولدت وعاشت في قضاء «سوق الشيوخ» التابع لمحافظة ذي قار جنوب العراق. وتحوَّل الرجل، بفعل شهرته بإطلاق الشعارات والأشعار الشعبية التي تنتقد السياسة والقائمين عليها، الى رمز شعبي للأهالي، حتى إن بعض الشباب قاموا بفتح مواقع خاصة على فايسبوك تحمل اسمه ورسوماتٍ طريفةً عنه، كما تبث بعض اللقطات الحية عن هتافاته على موقع «يوتيوب». وتثير الطريقة التي قُتلت بها هذه الشخصية الشهيرة الكثيرَ من التساؤلات، إذ اتَّهم بعض أصدقاء أبو إنعام جهات لم يسموها بالضلوع في قتله. وأشاروا الى ان الهدف من القتل هو القضاء على شهرة شخص تخاف تلك الجهات من استغلال شهرته في السياسة. ويقول الكاتب المسرحي العراقي علي عبد النبي الزيدي ل «الحياة»، إن ابو إنعام شخصية مركبة أثارت الكثير من علامات الاستفهام، إذ تطورت من مقطع تسجيلي الى آخر على موقع ال «يوتوب»، وإن موهبتة الكوميدية كانت تتطور هي الأخرى شيئاً فشيئاً، بالاعتماد على معدل المؤثر الخارجي والضغط على أعصاب هذا الشخص البسيط ليتفاعل بكوميديا سوداء. ورغم كل ما مرّ بهذا الشخص من معاناة، بسبب ما تعرَّض له من ضرب واعتداء من قِبَل بعض المارة، ما أدى الى كثرة استخدامه الكلمات النابية، إلا أنه أصبح رمزاً وطنياً بسخريته من الوضع السياسي ونقده اللاذع.