شهرة نجوم «يوتيوب» وأجهزة الخليوي وأقراص الفيديو المدمجة، في العراق، لا تقل عن شهرة نجوم الفن في القنوات التلفزيونية والإذاعات والمسارح، ومنهم «جمعة العتاك» و «عباس المنغولي» وآخرون ممن ينتقدون أوضاع البلد بأسلوب ساخر. ومنذ بدأ العراقيون في تطويع الكوميديا السوداء، أو ما يطلق عليه محلياً «التحشيش»، عبر وسائل الاتصال الحديثة، بعد عام 2003، ظهرت عشرات الشخصيات الهزلية التي تنتقد الوضع السياسي، واستوحت قنوات فضائية محلية شخصيات أبطال برامجها التلفزيونية منهم. كما باتت وسائل الاتصال الحديثة في العراق أداوت فعالة في انتشار «فن المهمشين» الذي بدأ يتخذ منحى تجارياً أخيراً، من خلال جمع أحدث مقاطع الفيديو ونسخها على أقراص مدمجة وبيعها في الأسواق. ويرى رافد، صاحب محل لبيع تلك الأقراص وسط بغداد، أن الشخصيات الشعبية باتت مروجاً أساسياً للأقراص المدمجة، كما أن بعض مستخدمي الانترنت يشاهدون مقاطع الفيديو المضحكة لشعراء ومطربي «التحشيش» عبر الشبكة، فيما يتناقلها آخرون عبر تقنية «بلوتوث» في الهواتف النقالة. ومعروف أن سوق الأقراص في الباب الشرقي في بغداد، منتعش ومكتظ، خصوصاً أيام العطلات. ومن الشخصيات التي اشتهرت من طريق «يوتيوب» وأجهزة الخليوي، الشعراء نائل المظفر ورياض الوادي ورحيم مطشر، وبالتحديد لأن قصائدهم سياسية هزلية تنتقد الطائفية والمحاصصة وتردّي الخدمات في البلاد. ويقضي أحمد صاحب (26 سنة)، أكثر من 12 ساعة يومياً على الانترنت، لمتابعة هؤلاء الشعراء على موقع «يوتيوب» وتنزيل أحدث إنتاجاتهم. ويقول: «لا يقتصر الأمر على المقاطع المضحكة، فهناك فنانون كثر لم يجدوا فرصة للانتشار بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وغياب شركات الإنتاج الفني، ولم يجدوا غير «يوتيوب» لنشر أعمالهم فيشاهدها الجمهور». ويبدو أن قضاء الشباب العراقي غالبية وقته على الشبكة العنكبوتية، وإهماله لجهاز التلفزيون، جعل «أبطال يوتيوب» يتفوقون شهرةً على الفنانين العراقيين الذين تدنى إنتاجهم في شكل ملحوظ خلال السنوات الماضية.