طرحت وزارة النقل من جديد، وفي حوار مباشر مع القطاع الخاص من داخل وخارج المملكة الجسر البري «يربط بين الرياضوجدة»، وخط القطار الكهربائي بين الرياضوالدمام، وربط ينبع بجدة عن طريق المرور بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وكذلك الربط داخل العاصمة الرياض، بحيث ينطلق خط يربط محطة المؤسسة العامة للخطوط الحديدة القائمة حالياً بمحطة قطار سار. واستعرض نائب رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس بدر العطني، في ورشة عمل «فرص التخصيص في الخطوط الحديدية»، التي رعاها وزير النقل رئيس مجلس إدارة هيئة النقل العام الدكتور نبيل العمودي أمس، فرص التخصيص بأنواعها، من خلال مشاريع الصيانة والتشغيل وفرص توطين هذه المشاريع الضخمة، كما تحدث عن الفرص الكبيرة لإنشاء خطوط حديدية جديدة. وعرضت ورشة العمل الفرص الاستثمارية المتعلقة بالصناعة الحيوية لقطاع الخطوط الحديدية، بحضور عدد من قيادات القطاعات الحكومية، كما حضرها حشد من قيادات القطاع الخاص المهتم بالخطوط الحديدية دولياً ومحلياً وفرص الاستثمار الهائلة فيها. وتعرف الحضور خلال الورشة على فرص التوسع في هذه الصناعة المهمة، كما اطلع الحضور على فرص التوطين وخلق مزيد من المشاريع الكفيلة بتحويل المملكة إلى أكبر رافد لوجيستي في المنطقة بما يحقق رؤية المملكة 2030. وتضمن البرنامج الافتتاحي للورشة كلمة لوزير النقل، استعرض فيها حجم دعم القيادة لقطاع الخطوط الحديدية، مثنياً على ما يلمسه النقل السككي بشكل عام من دعم لا محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. وتطرق إلى العمل الجاد من هيئة النقل العام لتحقيق تحويل المملكة إلى أكبر منطقة لوجيستية نظراً لتميز موقعها الجغرافي، إلى جانب السعي الدؤوب من منظومة النقل بشكل عام، مؤكداً حرص الجميع في هيئة النقل العام، كونها الجهة المنظمة لقطاع الخطوط الحديدية، على تقديم كل أوجه الدعم للجهات الاستثمارية الراغبة في تفعيل هذه الفرصة الهائلة من الشراكة. من جهته، أكد رئيس هيئة النقل العام رميح الرميح أن الهيئة كجهة تنظيمية لمختلف قطاعات النقل، معنية بإعادة تقديم قطاع الخطوط الحديدية للمستثمرين في الداخل والخارج، مبيناً الخلفية التاريخية لمشروع الخطوط الحديدية في المملكة منذ أن وضع لبنته الأولى الملك عبدالعزيز بدءاً من عام 1945، ثم جاء افتتاح خط الرياض - الدمام 1951م، تلا ذلك تأسيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في 1966م. واستمرت خطط التنمية ومعها برزت الحاجة إلى افتتاح الميناء الجاف بمدينة الرياض في 1981، ويأتي اليوم دور القطاع الخاص للنهوض بهذه الصناعة التي تحفل بفرص استثمارية هائلة، كما تحظى بفرص هائلة لتوطين الوظائف وما يتعلق بالخطوط الحديدية من صناعة مهمة بشكل عام، وبما يحقق رؤية المملكة 2030. وأضاف الرميح أن تأسيس صندوق الاستثمارات العامة للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) لتنفيذ وإدارة وتشغيل خط الشمال الذي يربط شمال المملكة بشرقها ووسطها في 2006 جاء ليجسد وعي الحكومة بالقيمة الاقتصادية العالية للخطوط الحديدية، وأهميتها لاستكمال البنى التحتية التنموية الواجب وصولها إلى مختلف مناطق المملكة بما فيها شمال الوطن والمدن التي تقع على هذا المسار، فيما بيَّن أن تشغيل خدمات خط نقل الفوسفات الخام من مناجم حزم الجلاميد في منطقة الحدود الشمالية إلى مناطق المعالجة والتصدير الخاصة بشركة معادن في مدينة رأس الخير التعدينية بدأ في 2011 ليكفل دعماً لوجيستياً، ويعزز حضور النقل السككي كرافد مهم للاقتصاد الوطني. وأوضح رئيس هيئة النقل أن قطارات البوكسايت الناقلة للمادة الخام من مناجم البعثية في منطقة القصيم إلى مرافق المعالجة والتصدير في مدينة رأس الخير التعدينية انطلقت بكفاءة منذ 2014، كما انطلق في العام نفسه معهد «سرب» الذي يغذي كل مشاريع الخطوط الحديدية بشباب سعودي مؤهل لقيادة القطارات وتشغيلها وصيانتها بمهارة وكفاءة. وأكد الرميح استمرار توالي الإنجازات في قطاع الخطوط الحديدية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده، بفضل الدعم اللامحدود للحكومة، إذ جاء قرار مجلس الوزراء بأن تكون الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) المالكة للبنى التحتية لمشاريع النقل للخطوط الحديدية بين مدن المملكة، وما تلاه من إنجاز تمثل في اكتمال مشروع ربط مدينة وعد الشمال بخط الشمال خلال العام الحالي 2017، كما أطلقت سار المرحلة الأولى من قطار الركاب الذي يربط الرياضبالقصيم مروراً بالمجمعة في فبراير من العام الحالي 2017. من جانبه، قال نائب رئيس الهيئة للقطاع السككي المهندس محمد الشبرمي، إن الهيئة تعتزم من خلال هذه الورشة طرح الفرص الاستثمارية لمختلف الجهات المعنية بالخصخصة في قطاع الخطوط الحديدية، مبيناً أنه مع تزايد القيمة الاقتصادية للخطوط الحديدية، عملت المملكة على تطوير شبكتها للربط بين المدن السعودية في مختلف المناطق، إذ تتكون شبكة الخطوط الحديدية من تلك التي تمتد بين مدينتي الرياضوالدمام، ويتكون من خطين رئيسين هما خط (الدمام - بقيق - الهفوف - الرياض) وبطول يبلغ 449 كيلومتراً، وهو مخصص لنقل الركاب. كما يمتد الخط الرابط بين الرياضوالقصيم مروراً بالمجمعة مسافة 370 كيلومتراً. أما الخط المخصص لنقل المعادن وذاك المخصص للبضائع والشحن على اختلاف أنواعه، فهناك خط الشرقية - وعد الشمال الذي يمتد على مسافة 1600 كيلومتر لنقل المعادن، فيما يمتد خط (الدمام - بقيق - الهفوف - حرض - الخرج - الرياض) بطول يبلغ 556 كيلومتراً، وهو مخصص لنقل البضائع والشحن، موضحاً أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية وحدها تجاوز عدد المسافرين معها أكثر من 1.3 مليون مسافر حتى نهاية العام الماضي. وبيَّن الشبرمي أن قطاع الشحن السككي يحقق أرقاماً اقتصادية كبيرة على المستوى الإقليمي، إذ يتكفل بنقل حاويات يتجاوز عددها 670 ألف حاوية، كما أشار إلى أن كميات المعادن المنقولة، كالفوسفات والبوكسايت تجاوز مجموعها 26 مليون طن حتى 2017. واختتمت الورشة بزيارة إلى محطة سار في الرياض، تعرف خلالها حضور الورشة على حجم الإمكانات والقدرات الهائلة لقطاع الخطوط الحديدة في المملكة، كما اطلعوا على عمل الكفاءات الوطنية الشابة التي تدربت في معهد «سرب» في جانب قيادة القطارات وصيانتها وتشغيلها.