تعتزم هيئة النقل العام طرح فرص استثمارية لمختلف الجهات المعنية بالخصخصة في قطاع الخطوط الحديدية من خلال ورشة عمل «فرص التخصيص في الخطوط الحديدية»، والتي تنطلق غدا الأحد بالرياض، برعاية وزير النقل، رئيس مجلس إدارة هيئة النقل العام الدكتور نبيل العامودي، مستهدفة عرض الفرص الاستثمارية المتعلقة بهذه الصناعة الحيوية على القطاع الخاص دولياً ومحلياً، وفرص التوسع والتوطين وخلق المزيد من المشاريع الكفيلة بتحويل المملكة إلى أكبر رافد لوجستي في المنطقة بما يحقق رؤية المملكة 2030. من جهته، أكد رئيس هيئة النقل العام د.رميح الرميح أن الهيئة كجهة تنظيمية لمختلف قطاعات النقل، معنية بإعادة تقديم قطاع الخطوط الحديدية للمستثمرين في الداخل والخارج، مبيناً في حديثه الخلفية التاريخية لمشروع الخطوط الحديدية في المملكة منذ أن وضع لبنته الأولى الملك عبدالعزيز-طيب الله ثراه- بدءاً من العام 1945م، ثم جاء افتتاح خط الرياض-الدمام 1951م، تلا ذلك تأسيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في 1966م. واستمرت خطط التنمية ومعها برزت الحاجة إلى افتتاح الميناء الجاف بمدينة الرياض في 1981م، ويأتي اليوم دور القطاع الخاص للنهوض بهذه الصناعة التي تحفل بفرص استثمارية هائلة، كما تحظى بفرص كبيرة لتوطين الوظائف وما يتعلق بالخطوط الحديدية من صناعة مهمة بشكل عام، وبما يحقق رؤية المملكة 2030. وأضاف «الرميح»: إن تأسيس صندوق الاستثمارات العامة للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) لتنفيذ وإدارة وتشغيل خط الشمال الذي يربط شمال المملكة بشرقها ووسطها في العام 2006م جاء ليجسد وعي الحكومة الرشيدة بالقيمة الاقتصادية العالية للخطوط الحديدية، وأهميتها لاستكمال البنى التحتية التنموية الواجب وصولها إلى مختلف مناطق المملكة بما فيها شمال الوطن والمدن التي تقع على هذا المسار، فيما بيَّن أن تشغيل خدمات خط نقل الفوسفات الخام من مناجم حزم الجلاميد في منطقة الحدود الشمالية إلى مناطق المعالجة والتصدير الخاصة بشركة معادن في مدينة رأس الخير التعدينية بدأ في العام 2011م ليكفل دعماً لوجستياً، ويعزز حضور النقل السككي كرافد مهم للاقتصاد الوطني. وأردف «الرميح» موضحاً أن قطارات البوكسايت الناقلة للمادة الخام من مناجم البعثية في منطقة القصيم إلى مرافق المعالجة والتصدير في مدينة رأس الخير التعدينية قد انطلقت بكفاءة منذ العام 2014م، كما انطلق في نفس العام معهد «سرب» الذي يغذي كافة مشاريع الخطوط الحديدية بشباب سعودي مؤهل لقيادة القطارات وتشغيلها وصيانتها بمهارة وكفاءة. واختتم «الرميح» بتأكيده على استمرار توالي الإنجازات في قطاع الخطوط الحديدية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، بفضل الدعم اللا محدود للحكومة الرشيدة، حيث جاء قرار مجلس الوزراء بأن تكون الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) المالكة للبنى التحتية لمشروعات النقل للخطوط الحديدية بين مدن المملكة، وما تلاه من إنجاز تمثل في اكتمال مشروع ربط مدينة وعد الشمال بخط الشمال خلال العام الجاري 2017م، كما أطلقت (سار) المرحلة الأولى من قطار الركاب الذي يربط الرياضبالقصيم مروراً بالمجمعة في فبراير من العام الجاري 2017م. من جانبه، قال نائب رئيس الهيئة للقطاع السككي المهندس محمد الشبرمي: إن الهيئة تعتزم من خلال هذه الورشة طرح الفرص الاستثمارية لمختلف الجهات المعنية بالخصخصة في قطاع الخطوط الحديدية، مبيناً أنه مع تزايد القيمة الاقتصادية للخطوط الحديدية، عملت المملكة على تطوير شبكتها للربط بين المدن السعودية في مختلف المناطق. حيث تتكون شبكة الخطوط الحديدية من تلك التي تمتد بين مدينتي الرياضوالدمام، ويتكون من خطين رئيسين هما خط (الدمام - بقيق - الهفوف - الرياض) وبطول يبلغ 449 كيلومترا، وهو مخصص لنقل الركاب. كما يمتد الخط الرابط بين الرياضوالقصيم مرورًا بالمجمعة مسافة 370 كيلومترًا. أما الخط المخصص لنقل المعادن وذاك المخصص للبضائع والشحن على اختلاف أنواعه، فهناك خط الشرقية - وعد الشمال الذي يمتد على مسافة 1600 كيلومتر لنقل المعادن، فيما يمتد خط (الدمام - بقيق - الهفوف - حرض - الخرج - الرياض) بطول يبلغ 556 كيلومترا، وهو مخصص لنقل البضائع والشحن. كما أوضح الشبرمي أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية وحدها تجاوز عدد المسافرين معها أكثر من 1,300,000 (مليون و300 ألف) مسافر حتى نهاية العام المنصرم. كما بيَّن الشبرمي أن قطاع الشحن السككي يحقق أرقاماً اقتصادية كبيرة على المستوى الإقليمي، حيث يتكفل بنقل حاويات يتجاوز عددها 670,000 حاوية، كما أشار إلى أن كميات المعادن المنقولة، كالفوسفات والبوكسايت تجاوز مجموعها 26 مليون طن حتى عام 2017م.