أمستردام، واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز - أمرت محكمة أمستردام أمس، بمواصلة محاكمة النائب الهولندي المتطرف غيرت فيلدرز بتهمة الحض على الحقد والتمييز العنصري ضد المسلمين، ورفضت طلب الدفاع رفض الدعوى. وأكد رئيس المحكمة مارسيل فان اوستن أن «المحاكمة ستستمر»، وحدد 13 نيسان (أبريل) المقبل موعداً لعقد الجلسة المقبلة التي ستشهد إدلاء شهود الدفاع بإفاداتهم. وأمل فان أوستن بإصدار حكم في نهاية حزيران (يونيو) المقبل، علماً أن محاكمة فيلدرز زعيم حزب «الحرية» بدأت في 4 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي قبل أن تتوقف في 22 منه اثر تشكيكه في حيادية القضاة وأسلوب الادعاء في متابعة القضية. ويواجه فيلدرز (47 سنة) احتمال الحكم عليه بالسجن سنة واحدة أو بدفع غرامة قيمتها 7600 يورو. وهو ملاحق لأنه اعتبر الإسلام «فاشياً»، وطالب بمنع بيع مصاحف وقراءتها مقارناً القرآن الكريم بكتاب «كفاحي» للزعيم النازي أدولف هتلر. ويدفع فيلدرز بأنه يمارس حرية التعبير لدى انتقاده الإسلام، علماً أن حزبه حل ثالثاً في الانتخابات الاشتراعية التي أجريت في 9 حزيران 2010، ودعم الحكومة الليبرالية المسيحية الديموقراطية التي شكلها الليبرالي مارك روت. وفي الولاياتالمتحدة، استمعت لجنة القضاء في الكونغرس الى شهادات أفادت بأن مسلمي البلاد يواجهون موجة متنامية من التمييز في التجمعات السكنية وأماكن العمل والمدارس، بعد مرور نحو عشر سنوات على هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 . وتشكل الأدلة على تنامي التعصب ضد المسلمين تحدياً بالنسبة الى الرئيس باراك أوباما وللجهود التي تبذلها إدارته في سبيل بناء علاقات جيدة مع المسلمين الأميركيين، وضمان مساعدتهم في مواجهة تهديد الإرهاب الداخلي. وأبلغ شاهد اللجنة أن التحدي يتضاعف بسبب تصريحات شخصيات رسمية معروفة وآخرين في مناصب مرموقة «أججت الجدل العام، وهددت بتسهيل التمييز». وقال السناتور الديموقراطي ديك دوربن الذي يرأس الجلسة: «لا نزال نطلب الدعم ونتلقاه من مسلمين أميركيين كثيرين يحبون هذا البلد، ويعملون مع الحكومة من أجل حمايته، لكن أميركيين مسلمين كثيرين يلتزمون بالقانون يواجهون في الوقت ذاته تمييزاً وتهماً بأنهم ليسوا أميركيين حقيقيين بسبب دينهم». وبدا السناتور لينزي غراهام، كبير الأعضاء الجمهوريين في اللجنة، أكثر تشدداً، وقال: «أدعم حقوق المسلمين، لكن مسلمي أميركا يجب أن يفعلوا المزيد لحماية الولاياتالمتحدة من التعرض لهجوم». وزاد: «ادخلوا هذه المعركة. يجب أن تساعدوا بلدكم بطريقة فريدة مقارنة بأي أحد آخر. افهموا ما يحدث وصدوا الهجوم. الخطوط الأمامية لهذه الحرب خلف منازلنا وفي أحيائنا». وكشف توماس بيريس، مساعد وزير العدل الأميركي لشؤون الحقوق المدنية، أن المشاعر المناوئة للمسلمين زادت عدد قضايا التمييز الفيديرالية، ومنعت فتح مساجد. وأشار الى 800 حادث عنف وتخريب وحرق استهدفت أشخاصاً يعتقد أنهم مسلمون أو عرب أو من جنوب آسيا منذ 11 أيلول 2001، وكذلك الى زيادة بنسبة 150 في المئة لحالات التمييز ضد مسلمين في أماكن العمل تتعلق غالباً بالزي الديني ومواعيد الصلاة، في حين يمكن أن يقع شبان مسلمون ضحايا اعتداءات بدنية في أفنية مدارس. وفي بريطانيا، أفادت محطة (آي تي في) الإخبارية أن تحقيقاً فتح في عبوة احتوت جهاز توقيت وأسلاكاً ومفجراً لكن ليس متفجرات، وعثر عليها قبل أسبوعين على طائرة شحن تابعة لشركة (يو بي أس) أقلعت من لندن الى إسطنبول. وأكدت وزارة النقل البريطانية أن الحكومة تتعامل بجدية شديدة مع الحادث، علماً أن السلطات أفرجت بكفالة الأسبوع الماضي عن رجل اشتبه في إطلاقه تحذيراً كاذباً من قنبلة. وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2010، عثرت السلطات البريطانية على قنبلة داخل عبوة حبر لطابعة على متن طائرة تابعة لشركة «يو بي أس» قدمت من اليمن واتجهت الى الولاياتالمتحدة، وذلك لدى توقفها للتزود بوقود في مطار «ايست ميدلاندز».