أمستردام – أ ف ب - تبدأ غداً أيضاً محاكمة النائب اليميني المتطرف غيرت فيلدرز الذي يدعم حزبه الحكومة المقبلة، بتهمة التحريض على الكراهية العرقية والتمييز حيال المسلمين. وأحيل زعيم «حزب الحرية» الذي احتل المركز الثالث في الانتخابات الاشتراعية المبكرة التي أجريت في التاسع من حزيران (يونيو) الماضي، على القضاء لوصفه الدين الإسلامي بأنه «فاشي»، ومطالبته بحظر القرآن الكريم الذي شبهه بكتاب ادولف هتلر «ماين كامف» (كفاحي). وقال برام موسكوفيتش محامي فيلدرز: «يندرج الأمر في إطار حرية التعبير، إذ يعتقد موكلي بأن يحق لأي شخص في هولندا أن يقول ما يريده، إذا لم يتعلق بالتحريض على العنف»، مضيفاً أن «فيلدرز مقتنع بأنه لم يقل شيئاً يمكن أن يعاقب عليه». ويواجه النائب الخاضع لحماية الشرطة على مدار 24 ساعة، عقوبة السجن لمدة سنة أو دفع غرامة بقيمة 7600 يورو بسبب تصريحات أدلى بها بين تشرين الأول (أكتوبر) 2006 وآذار (مارس) 2008 في صحف هولندية ومنتديات على الانترنت، وبسبب فيلمه التسجيلي «فتنة» الذي يستغرق عرضه 17 دقيقة والذي بثه على الانترنت عام 2008. وسيبحث القضاة الملف الاثنين والأربعاء والجمعة. وسيقدم الادعاء مرافعته في 12 الشهر الجاري، والدفاع في 19 منه. ويتوقع أن يصدر الحكم في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ولن يدلي شهود بأقوالهم أمام المحكمة، إذ وضع الخبراء الثلاثة الذين استدعاهم الاتهام شهاداتهم كتابة، في حين لم تكشف هويات شهود النفي الذين استدعاهم فيلدرز، وهم «خبراء في الإسلام» أدلوا بأقوالهم أمام قاضٍ في جلسة مغلقة. وفي حال إدانته، يمكن أن تعلن محكمة أمستردام عدم جواز انتخابه، لكن الناطق باسم وزارة الداخلية الهولندية فرانك فاسينار قال إن «حدوث ذلك سيشكل سابقة». ويرى فيلدرز أن رسالته تتمثل في مكافحة «أسلمة» هولندا، معتبراً انه الوحيد الذي يقول ما يفكر فيه ملايين الناس، «إذ ضاق الناس ذرعاً بالحكومة والنخبة اليسارية التي لا تتحمل مسؤولياتها». والنائب المتطرف من مواليد فنلو (شرق). وتلقى دراسته، التي تركزت على الحماية الاجتماعية، في أمستردام قبل أن يعمل في مجلس التأمين الصحي بين عامي 1984 و1988. انتسب الى الحزب الليبرالي عام 1990 حيث كلف الملفات الاجتماعية الاقتصادية وحرر خاصة خطب الزعيم الليبرالي فريتس بولكنشتاين. ثم انتخب مستشاراً بلدياً في اوتريخت (وسط) عام 1997 ثم نائباً عام 1998. وبسبب معارضته لعدد من مواقف الحزب الليبرالي وبخاصة لانضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي انسحب فيلدرز من هذا الحزب عام 2004. ولخوض انتخابات الاشتراعية عام 2006، أسس فيلدرز حزب الحرية الذي تمكن من انتزاع 9 مقاعد من أصل 150 في البرلمان. وفي انتخابات 9 حزيران (يونيو) الماضي، حصد حزبه 24 مقعداً مسجلاً أكبر تقدم له. ويريد غيرت فيلدرز، الذي يطالب ب «وقف كامل» للهجرة الوافدة من الدول الإسلامية وبحظر بناء المساجد، ترحيل الأجانب العاطلين من العمل الى بلدانهم الأصلية وسحب الجنسية الهولندية من أصحاب السوابق الذين يحملون جنسية مزدوجة. ويسعى فيلدرز حالياً الى التعريف بنفسه على الساحة الدولية. وهو توجه الى لندن في آذار الماضي بعدما كان أعيد سابقاً من مطار هيثرو اللندني، اثر اعتبار الحكومة البريطانية أن أفكاره «المتطرفة» تمثل «تهديداً للأمن العام». وفي 11 أيلول (سبتمبر) الماضي، ألقى كلمة خلال تظاهرة في نيويورك ضد بناء مركز ثقافي إسلامي قرب موقع «غراوند زيرو».