حرص الجيش التايلاندي على التأكيد أمس، أن إعلانه الأحكام العرفية ونشره وحدات في العاصمة، ليس انقلاباً عسكرياً، بل لاستعادة النظام بعد ستة أشهر من احتجاجات شلّت البلاد وأوقعت 28 قتيلاً. ونشر الجيش جنوداً وآليات عسكرية في وسط بانكوك، خصوصاً أمام الفنادق وشبكات التلفزة. كما نشر عشرات من الجنود والعربات وأقام حواجز قرب موقع تظاهرة للقمصان الحمر المؤيدين للحكومة في ضواحي العاصمة. وأمر الجيش المتظاهرين من الجانبين بالبقاء في مراكز تجمعهم، معتبراً أن «على الناس ألا يخافوا بل أن يواصلوا حياتهم في شكل طبيعي». وفرض الجيش رقابة على وسائل الإعلام من أجل مصلحة «الأمن القومي»، موقفاً 10 شبكات تلفزة عن البث، موالية ومعارضة، معتبراً أنها قد «تشوّه الأخبار» أو «تفاقم الوضع». وقال قائد الجيش الجنرال برايوت تشان أوتشا، إن القوات المسلحة «تمنع على كل وسائل الإعلام نقل أو نشر أي معلومة أو صورة تسيء إلى الأمن القومي». وأصاف: «نشعر بقلق من أن العنف يمكن أن يضر بأمن البلاد، وأطالب كل جماعات الناشطين بوقف كل النشاطات والتعاون معنا في البحث عن مخرج للأزمة» التي تعصف بتايلاند. وتابع: «ندعو جانبَي (النزاع) إلى حوار والتوصل إلى طريقة لإنقاذ البلاد». وأشار إلى أن الجيش تحرّك لإعادة النظام واستعادة ثقة المستثمرين، بعد أكثر من ستة شهور على اضطرابات سياسية تراجع فيها الاقتصاد. وزاد أن الجيش سيتخذ تدابير ضد كل من يستخدم سلاحاً ويضر بالمدنيين. وشدد الجيش على أن «إعلان الأحكام العرفية ليس انقلاباً»، بل هدفه «إعادة السلام والأمن العام». لكن محللين اعتبروا ما حدث «مقدّمة لانقلاب عسكري»، علماً أن لتايلاند تاريخاً حافلاً بالانقلابات (18 محاولة أو انقلاب ناجح منذ 1932 عند إقامة الملكية الدستورية). وأطاح الانقلاب الأخير عام 2006 رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذي اعتبر أن إعلان الاحكام العرفية أمر «متوقّع»، معرباً عن أمله بألا «يضر بالعملية الديموقراطية». وأقرّ المستشار المكلف الأمن لدى الحكومة بارادورن باتاناتبوت، بأن الجيش لم يبلغ الحكومة الانتقالية عزمه إعلان الأحكام العرفية، مستدركاً أن الأمر لا يحول دون مواصلة الحكومة عملها. رئيس الحكومة الانتقالي نياتومرونغ بونسونغبايزان الذي دعا إلى جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، دعا الجيش إلى التحرّك «في إطار احترام الدستور»، مشيراً إلى أنه طلب من اللجنة الانتخابية تنظيم انتخابات نيابية في 3 آب (أغسطس) المقبل. واعتبر زعيم «القمصان الحمر» جاتوبورن برومبان، أن ما حصل ليس انقلاباً «حتى الآن»، فيما رأى زعيم معارِض أن تحرّك الجيش «سيخدم قضيتنا». أما الولاياتالمتحدة، فحضت الجيش على أن تكون الأحكام العرفية «موقتة» وألا «تقوّض الديموقراطية».