يستعرض المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية السابق لدى منظمة «اليونيسكو» زياد الدريس، في ندوة تستضيف ديوانية «نحن تراثياً» غداً (الاثنين) «انتخابات وانسحابات اليونيسكو (تسييس الثقافة)» وذلك في مقر الجمعية بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض. ويحلل الدريس في الندوة أسباب هزيمة العرب وفوز الفرنسية أودري أزولاي وانسحاب أميركا من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة. وكانت انتخابات «اليونيسكو» شهدت صراعاً حاداً بين المرشحين قبل أن تخطف وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة أودري منصب مديرة المنظمة، إذ حصلت على 30 صوتاً في مقابل 28 صوتاً حصل عليها منافسها وزير الثقافة القطري السابق حمد الكواري، وقبل المرحلة النهائية خرجت المرشحة المصرية مشيرة خطاب من المنافسة على المنصب بعد أن خسرت الجولة قبل الأخيرة لمصلحة أزولاي وهو ما أثار جدلاً واسعاً في الشارع المصري، ووفقاً للوائح «اليونيسكو» يحتاج الفائز للحصول على 30 صوتاً من أصل 58 صوتاً لأعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة. وكانت أميركا أعلنت انسحابها من المنظمة متهمة إياها بأنها مؤسسة «معادية لإسرائيل»، إذ قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، إن الولاياتالمتحدة ستشكل «بعثة بصفة مراقب» لتحل محل بعثتها في الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها، في الوقت الذي ردت فيه المنظمة بالتعبير عن أسفها لقرار الولاياتالمتحدة الانسحاب، إذ قالت مديرة المنظمة في حينه إيرينا بوكوفا: «بعد تلقي إخطار رسمي من وزير الخارجية الأميركي السيد ريكس تيلرسون، فإنني أرغب كمديرة لليونيسكو أن أعبر عن الأسف العميق لقرار الولاياتالمتحدة الأميركية الانسحاب من اليونيسكو»، واصفة قرار واشنطن بأنه «خسارة للتعددية ولأسرة الأممالمتحدة». ويتمتع زياد الدريس باطلاع واسع على خفايا المنظمة لسنوات طويلة، ولديه المعرفة بدهاليز المنظمة الدولية التي كانت خلال العقود الماضية موضع تنافس وصراع محموم بين السياسة والثقافة، التي أعلن عنها بصراحة الدكتور غازي القصيبي يرحمه الله في أكثر من مناسبة.