قررت الإدارة الأميركية الانسحاب من منظمة اليونيسكو أمس، فيما كان القائم بالأعمال الأميركي مندوب الولاياتالمتحدة في المجلس التنفيذي للمنظمة يشارك في التصويت لانتخاب مدير جديد. واتهمت الولاياتالمتحدة اليونيسكو بأنها «معادية لإسرائيل»، في خطوة اعتبرتها المديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا «خسارة للتعددية». وأعلنت إسرائيل مساء أمس أنها ستنسحب هي أيضاً من منظمة «اليونيسكو»، مشيدة بقرار الولاياتالمتحدة الانسحاب من المنظمة. وقال مكتب نتانياهو في بيان، إن «رئيس الوزراء أعطى توجيهاته لوزارة الخارجية بتحضير انسحاب إسرائيل من المنظمة»، معتبراً أن القرار الأميركي «شجاع وأخلاقي لأن منظمة اليونيسكو أصبحت مسرح عبث، وبدلاً من الحفاظ على التاريخ فإنها تقوم بتشويهه». وأعلنت السفيرة الأميركية نيكي هايلي أن الولاياتالمتحدة كانت أعلنت في تموز (يوليو) الماضي، أن قرار اليونيسكو اعتبار المدينة القديمة في الخليل وقبر البطاركة أراضي فلسطينية «سيؤثر سلباً على تقويمنا مدى انخراطنا في عمل المنظمة». وأضافت أن الولاياتالمتحدة «ستواصل تقويم كل الهيئات في الأممالمتحدة بالمنظار ذاته». (راجع ص 4) وقال هايلي إن «هدف اليونيسكو جيد، ولكن للأسف فإن تسييسها المتطرف بات يشكل مصدراً كبيراً للإحراج، وليس القرار المتعلق بقبر البطاركة سوى حلقة في سلسلة طويلة من الأعمال الحمقاء، بينها الإبقاء على الديكتاتور السوري بشار الأسد في لجنة تابعة لليونيسكو معنية بحقوق الإنسان، حتى بعد قمعه الإجرامي المتظاهرين السلميين». فيما قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، إن «القرار يعكس قلق الولاياتالمتحدة من متأخرات الدفع المتزايدة في اليونيسكو والحاجة إلى اصلاحات أساسية في الوكالة ومواصلة انحياز اليونيسكو ضد إسرائيل». وروى مصدر فرنسي رفيع ل «الحياة» أنه خلال لقاء الرئيس دونالد ترامب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، ولدى طلب ماكرون من ترامب دعم ترشيح الوزيرة أودري أزولي لإدارة اليونيسكو، التفت ترامب إلى وزير خارجيته ريكس تيلرسون وسأله عن موضوع اليونيسكو الذي لم يكن على اطلاع عليه، فرد تيلرسون قائلاً: «نحن قررنا الانسحاب من المنظمة»، من دون أن يذكر سبب الانسحاب، فرد ترامب: «نؤيد ما يريده إيمانويل، وبعد ذلك ننسحب». وقال المصدر إن إعلان الانسحاب جاء بسرعة، لأنه كانت هناك تسريبات في الصحافة الأميركية حول الموضوع أيضاً. وقال أحمد الصياد سفير اليمن لدى اليونيسكو ل «الحياة» في هذا الصدد: نأسف لخروج دولة مؤسسة من اليونيسكو، لأن مكانها الطبيعي في اليونيسكو، ولكن أن تكون داخل المنظمة وتؤثر في دول العالم ولا تدفع التزاماتها المالية فمن الأفضل أن تبقى خارجها». وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية إن باريس تأسف لقرار أميركا الانسحاب من اليونيسكو، فيما دعم الأسرة الدولية هذه المنظمة أساسي، ومستقبل اليونيسكو له أهمية خاصة لفرنسا الدولة المضيفة للمنظمة. وأضافت أن عمل اليونيسكو يساهم في هدف السلام المشترك للأمم المتحدة. وقالت إن تقديم فرنسا مرشحة لإدارة المنظمة تأخذ في مثل هذه الظروف معنى جديداً، واليونيسكو تحتاج إلى مشروع يمكن جميع الدول من الالتقاء حوله ويتجاوز الانقسامات السياسية وهو المشروع الذي تحمله المرشحة أودري أزولي. وقبل التصويت في دورة أمس على اختيار مدير جديد لليونيسكو، تم الإعلان عن انسحاب المرشحة اللبنانية فيرا خوري. وحصل المرشح القطري حمد الكواري على 22 صوتاً فيما حصلت كل من المرشحة المصرية مشيرة خطاب والفرنسية أودري أزولي على 18 صوتاً في الدورة الرابعة. وتعني هذه النتيجة وفق أوساط اليونيسكو أن الجولة الخامسة اليوم تشهد تصويتاً للاختيار بين المرشحتين المصرية والفرنسية لتواجه أي منهما المرشح القطري.