أعلن التحالف الدولي ضد النظام الليبي موقفاً موحداً، أمس، بضرورة تنحي العقيد معمر القذافي عن الحكم. وكشف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن أمام العقيد القذافي مهلة أيام لقبول عرض الخروج من ليبيا، في تأكيد لما راج على مدى أيام من وجود جهود لتسوية الأزمة في ليبيا من خلال عرض خيار المنفى على الزعيم الليبي. وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن القذافي لم يتخذ بعد على ما يبدو قراراً في شأن قبوله التنحي، مشيرة إلى أن موفد الأممالمتحدة الخاص بليبيا وزير الخارجية الأردني السابق عبدالإله الخطيب سيزور طرابلس وسينقل إلى القذافي عرضاً لتسوية تتضمن تنحيه. وجاء موتمر لندن في وقت توقف زحف الثوار غرباً عند أبواب مدينة سرت، مسقط رأس القذافي، حيث سُجّل هجوم معاكس لقوات لزعيم الليبي أرغم الثوار على التقهقر شرقاً خارج بلدة بن جواد. كما سُجّلت غارات جوية على طرابلس بعد الظهر استهدف، كما تردد، منطقة تضم مقرات سكن للقذافي في باب العزيزية. كما ظهر خميس القذافي، نجل الزعيم الليبي، في لقاء مع مناصري والده في باب العزيزية، لينفي بذلك إشاعات ترددت عن وفاته. وأكدت الحكومة الليبية، أمس، خروج وزير الخارجية موسى كوسة من طرابلس إلى تونس، لكنها نفت أنباء عن انشقاقه عن حكم العقيد القذافي. وكان اسم كوسة، الرجل القوي سابقاً في أجهزة أمن القذافي، تردد من ضمن الشخصيات التي يمكن أن تنشق عن النظام. وعزز من هذه التكهنات أن الدول الغربية لم تورد إسمه ضمن الشخصيات المحطية بالقذافي التي فُرضت عليها العقوبات الدولية. وإذا ما تأكد أن كوسة لم ينشق عن العقيد، فإن المرجح أنه خرج لإجراء اتصالات مع أطراف خارجية بهدف الوصول إلى مخرج للأزمة الحالية. وحضر ممثلون لنحو 40 دولة وهيئة دولية مؤتمر لندن أمس والذي شهد إعلان المجلس الوطني الانتقالي رؤيته لنظام الحكم في ليبيا بعد سقوط القذافي. وتضمنت هذه الرؤية إقامة نظام ديموقراطي مع تعددية حزبية وانتخابات نزيهة. وترجمت فرنسا اعترافها بالمجلس بإعلان تعيين «سفير» بدأ مهماته فوراً في بنغازي، مقر الثوار في شرق البلاد. وقالت الوزيرة كلينتون في ختام المؤتمر إنها اجتمعت مع المسؤول في المجلس الانتقالي محمود جبريل ومعه ممثلان آخران «وتحدثنا عن جهودنا لحماية المدنيين والعملية العسكرية» الجارية في ليبيا. وتابعت أن تم «التشديد على الحاجة إلى (بدء) عملية انتقالية... ونحن ندعم الشعب الليبي لتحقيق تطلعاته». وقالت إنها تشاورت على هامش الاجتماع مع قادة آخرين في شأن تطورات الشرق الأوسط. مشيرة إلى أن «حلف «الناتو» سيتسلم المهمة الآن ولكن أميركا ستواصل دعمها». وشددت «على ضرورة تحقيق تقدم في مجال تقديم الاغاثة وعزل النظام ودعم اللييبيين في (جهودهم) لتحقيق التغيير الذي يطمحون اليه». وقالت «جئنا إلى هنا لنتكلم بصوت واحد في شأن ضرورة بدء عملية انتقالية في ليبيا... وهذا ما فعلناه». وعن دعم المعارضة الليبية بالسلاح، قالت إنها لم تناقش مع وفد المجلس الانتقالي هذا الموضوع و «لم نقرر بعد تسليح المعارضة». لكنها أشارت إلى مناقشات في شأن تقديم «معدات غير قاتلة». وعن المخاوف من نشاط لإرهابيين في صفوف المجلس الانتقالي والثوار الليبيين، قالت إن المجلس الانتقالي وعد بأن يؤسس نظاماً ديموقراطياً يشمل كل الليبيين، وان السلطات الأميركية ما زالت تبني معلوماتها عن مكونات المعارضة. وجاء كلامها تعليقاً عن إعلان مسؤول عسكري أميركي كبير أن بلاده سجّلت وجود عناصر من «القاعدة» ومن «حزب الله» في صفوف الثوار. وأقرت بأن «تفسيرنا» لقرار مجلس الأمن الرقم 1973 هو أنه «الغى أو عدّل» القرار السابق (1970) الذي يفرض حظراً للسلاح على كل ليبيا بما في ذلك تسليح الثوار. وقالت إن ما يحصل «تقوية للمعارضة التي تحاول استعادة المناطق التي خسرتها. ولكننا نرى أن القذافي يواصل ضغطه على المعارضة، في مصراتة وغيرها. لقد حققنا الكثير في وقت قصير وتفادينا مذبحة في بنغازي» وعن الخيارات المتاحة أمام القذافي، قالت: «نعتقد ان عليه الرحيل، وسيكون عليه أن يقرر (هل يقبل بالرحيل)، لكنه لم يتخذ هذا القرار بعد». وتابعت أن مندوب الأممالمتحدة عبدالإله الخطيب سيزور طرابلس وبنغازي وسيطلب من القذافي تطبيق وقف النار والانسحاب من مناطق ليبية وسيطلب منه التوصل إلى تسوية تتضمن رحيله من ليبيا. وقبل ذلك أعلن وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ أن مؤتمر لندن أكد أن الليبيين هم من يقرر مستقبلهم، وشدد على ضرورة «حماية المدنيين ويجب أن نواصل القيام بها». وقالت إن المؤتمر يقول إنه «لا يمكن للنظام أن يستهدف المدنيين بدون أن يواجه عواقب عمله». وقال إن النظام «سيُحكم عليه بحسب أفعاله لا اقواله». وقال إن القذافي ونظامه فقدا الشريعة. أما الشيخ حمد بن جاسم فقال «إنها لحظة تعيسة (ما يحصل في ليبيا) ولكنها تحمل معها أملاً»، مشيراً إلى أن القذافي يواصل استخدام الأسلحة الثقيلة «لقتل شعبه». وأكد اعتراف قطر بالمجلس الانتقالي لكنه قال إن الشعب الليبي هو من سيحدد من يمثله في المستقبل. وقال :نحن نحض القذافي والقريبين منه على أن يرحلوا ويتوقفوا عن القتل... لكنن لا نرى مؤشرات إلى قبول ذلك. هذا العرض ربما لن يكون متاحاً بعد أيام».