ذكرت تقارير إخبارية منسوبة إلى المجلس الوطني الانتقالي ان حرس العقيد الليبي معمر القذافي استسلم للثوار. وأفادت قناة الجزيرة بأن القوات المسؤولة عن حماية القذافي ألقت اسلحتها واستسلمت . وأعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين مصطفى عبد الجليل مساء أمس عن "أنباء مؤكدة" حول اعتقال سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، مؤكدا ايضا ان محمد النجل الأكبر للزعيم الليبي معمر القذافي استسلم لقوات المعارضة الليبية . وقال عبد الجليل لقناة الجزيرة الفضائية من بنغازي معقل الثوار في الشرق الليبي "ثمة أنباء مؤكدة عن اعتقال سيف الإسلام القذافي وهو في مكان آمن تحت حراسة مشددة حتى يقدم الى محاكمة عادلة". وسيف الاسلام هو الابن الثاني للزعيم الليبي والمتحدث غير المعلن باسم النظام. وغالبا ما تم تقديمه في السابق على أنه خليفة والده. وشهدت الساحة الخضراء احتفالات صاخبة شارك فيها الآلاف من سكان طرابلس احتفالا بتحرير المدينة من كتائب القذافي ومن نظامه الذي سيطر عليهم لعقود طويلة. واعلن الثوار أنهم بصدد تغير اسم هذه الساحة من الساحة الخضراء إلى "ساحة الشهداء" تخليداً لذكرى كل من سقط خلال المواجهات. وأفاد سكان في العاصمة الليبية ان شبكة الانترنت عادت تعمل بشكل طبيعي للعموم في المدينة للمرة الاولى منذ انطلاق الانتفاضة في ليبيا منتصف فبراير, وقال أحد سكان حي تاجوراء شرق طرابلس إن خدمة الانترنت السريع "تعمل مجددا في كل الحي". وأكد شخصان آخران يسكنان حيين مختلفين قرب وسط العاصمة ان خدمة الانترنت عادت للعمل في العاصمة. يأتي هذا في الوقت الذي وجه فيه الزعيم الليبي معمر القذافي نداء ثانيا لشعبه من أجل "انقاذ طرابلس" من هجوم للمعارضين في ثاني رسالة صوتية تبث على التلفزيون الرسمي أمس الاحد. وقال القذافي"المعركة واجبة ونحن فيها منتصرون ونحن قادرون على حسم المعركة". "اطلب منكم ان تزحفوا لمدينة طرابلس لحمايتها من الاستعمار لأن هناك عملاء". وكان القذافي قد وجه نداء مماثلا في وقت سابق من مساء أمس الأول في التلفزيون الرسمي في الوقت الذي تدفق فيه مقاتلو المعارضة على العاصمة. وبثت قناة العربية مشاهد لليبيين يحتفلون في وسط طرابلس ويمزقون صور القذافي في أول مشاهد من المدينة منذ أن دخلها مقاتلو المعارضة من الغرب أمس. وأعلن رئيس المجلس الانتقالي المعارض في ليبيا استعداده لوقف النار مقابل إعلان القذافي وأبنائه الرحيل، وقال عقب دخول قوات المعارضة العاصمة طرابلس مساء أمس "سنوفر للقذافي ممرا آمنا كي يرحل". وفي واشنطن، قالت الخارجية الأمريكية أمس إن الولاياتالمتحدة ترى أن هجوم مقاتلي المعارضة للسيطرة على طرابلس يسير في مجراه بكل وضوح، داعية المجلس الوطني الانتقالي إلى البدء في التخطيط لفترة ما بعد القذافي في ليبيا. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيان "من الواضح أن الهجوم المتعلق بالسيطرة على طرابلس جار". وأضافت "نواصل الجهود الرامية لتشجيع المجلس الوطني الانتقالي على الحفاظ على اتساع رقعة التواصل مع جميع العناصر في المجتمع الليبي والتخطيط لليبيا ما بعد القذافي. وأيام القذافي أصبحت معدودة. وإذا كان القذافي يعبأ بصالح الشعب الليبي فعليه التنحي الآن". وفي لندن قالت الحكومة البريطانية إن القذافي يقترب من النهاية بعد أن تقدمت المعارضة المسلحة ودخلت العاصمة طرابلس، ودعته للتنحي لإنقاذ شعب ليبيا من مزيد من إراقة الدماء. وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني في بيان "من الواضح من المشاهد التي نراها في طرابلس أن نهاية القذافي قد قربت". وأضاف البيان "ارتكب جرائم مروعة ضد الشعب الليبي، وأصبح لزاما عليه أن يرحل الآن لتجنيب شعبه المزيد من المعاناة". من جهته، أكد المتحدث باسم النظام الليبي ان 1300 شخص قتلوا في الساعات ال24 الماضية في طرابلس، واصفا المعارك بأنها "مأساة حقيقية". وقال المتحدث موسى إبراهيم خلال مؤتمر صحافي "خلال 24 ساعة، قتل 1300 شخص في طرابلس"، مؤكدا ان نظام معمر القذافي "لا يزال قويا وآلاف المتطوعين والجنود مستعدون للقتال". ودارت معارك عنيفة مساء أمس في طرابلس بعد الهجوم الذي أطلقه الثوار على معقل النظام الا ان العقيد معمر القذافي تعهد بالقتال والخروج من المعركة منتصرا. واضاف ابراهيم "لدينا قائد (العقيد القذافي) سيقودنا إلى السلام ولا يمكنكم ان تحرموا الليبيين منه".