أظهر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ونظيره الأميركي باراك أوباما أمس، تقارباً كبيراً وتنسيقاً وثيقاً في موقفيهما الخاص بايران والشرق الأوسط وروسيا وكوريا الشمالية ومعتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا. وبدا ذلك واضحاً في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقداه في مدينة كان في النورماندي، حيث حضرا احتفالات ذكرى التحرير الأميركي لأوروبا. وحذر الرئيس أوباما ايران وكوريا الشمالية من خطورة تصاعد الانتشار النووي، ووصف نشاطات كوريا الشمالية في هذا المجال بأنها «تحريضية بشكل كبير». وقال إن امتلاك ايران سلاحاً نووياً أمر بالغ الخطورة ليس لاسرائيل فقط، بل للعالم كله. وأضاف: «يقول القادة الايرانيون أنهم لا يريدون سلاحاً نووياً، وهو ما اتمناه، لكن في العلاقات الدولية لا يمكن البناء على الأمل فقط، إذ يجب أن نعاين أفعالاً تؤكد صحة هذا الكلام اذا كانت ايران لا تريد فعلياً امتلاك سلاح نووي، فحينها لن يكون صعباً فتح مفاوضات معها، في اطار روح من الثقة يسمح لها بضمان انتعاشها الاقتصادي». وأكد ساركوزي ان طهران يجب أن تنتهز فرصة اليد الممدودة من الرئيس أوباما، وتحدد موعداً لاستئناف المناقشات مع مجموعة الدول الست. وأضاف: «اذا أرادت ايران امتلاك قدرات نووية مدنية فهذا مقبول، أما القدرات النووية العسكرية فمرفوضة. ويجب أن تفهم ذلك، وتقبل المراقبة والتفتيش، اذا كانت نياتها مسالمة». وانتقد التصريحات الهجومية للقادة الايرانيين، وعدم قبولهم مراقبة وكالة الطاقة الذرية الدولية لمنشآتهم، مؤكداً أن فرنسا والولايات المتحدة تتعاونان يداً بيد في هذه المسألة، «ونحن متحدون كلياً مع تمسكنا بأهمية محاورتها». في شأن مسألة الشرق الأوسط، أكد الرئيسان مجدداً ضرورة حل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي على أساس الدولتين، وضرورة ازالة المستوطنات الاسرائيلية وتخلي الفلسطينيين عن العنف. ودعا أوباما الفلسطينيين الى العمل على تحسين ادارة شؤونهم، كي يستطيعوا ضمان تنفيذ الاتفاقات التي يوقعونها مع الاسرائيليين. وشدد أوباما على ضرورة مشاركة الدول العربية في مسار الحل، «إذ لا يمكن ان يكتفوا بالاشارة الى المشكلة الفلسطينية، ويتخلوا عن بقية مسؤولياتهم». أما بالنسبة الى موضوع الحجاب الاسلامي الذي تطرق اليه الرئيس أوباما في الخطاب الذي ألقاه في القاهرة هذا الاسبوع، مؤكداً ضرورة احترام حرية ممارسة الاسلام اينما كان، أيد ساركوزي أوباما في هذا الشأن، على رغم ان فرنسا تمنع اظهار أي مواطن هويته الدينية لدى توجهه الى مقر رسمي.