طوكيو، بكين، مانيلا، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أعلن رئيس الوزراء الياباني نواتو كان أن حكومته في «حال استنفار قصوى» لتفادي وقوع كارثة بيئية بسبب انصهار قضبان الوقود النووي في محطة فوكوشيما دايتشي التي تضررت من الزلزال الذي ضرب شمال شرقي البلاد في 11 الشهر الجاري، وذلك بعد اكتشاف تسرب مادة «بلوتونيوم»، وهي منتج ثانوي في التفاعلات الذرية يستخدم أيضاً في صنع قنابل نووية، في عينات من التربة وإشعاعات في مياه البحر، على رغم تأكيد شركة «طوكيو إلكتريك باور» (تيبكو) التي تشغل المحطة أن نسب التسرب ليست خطرة على الصحة. وفي حصيلة جديدة لضحايا الكارثة، أعلنت الشرطة اليابانية أن عدد القتلى ارتفع الى 11063 شخصاً والمفقودين الى 17258. وأقرّ كان خلال جلسة عقدها البرلمان لمناقشة الموازنة لم يستبعد فيها زيادة حكومته الضرائب لتغطية نفقات الإعمار بعد الزلزال، أو تعليق العمل بخطط لخفض ضريبة الشركات، بعدم إمكان «التكهن» بما سيحصل في المحطة التي شيدت قبل أكثر من 40 سنة، وقال: «لا نستطيع أن ننفي إساءة تقدير خطر وقوع زلزال كبير وأمواج مد تسونامي في حينه الى حد كبير». واتهمت المعارضة كان بإعاقة العمل على حلّ أزمة الأضرار الكبيرة التي لحقت بمحطة فوكوشيما خلال الساعات ال24 الأولى للكارثة، عبر زيارته المحطة في اليوم التالي للزلزال وليس في اليوم الأول. وردّ كان بأن زيارته «لم تكن عرضاً سياسياً، بل مهمة جداً للاطلاع على الأوضاع هناك». وبعدما كشفت اختبارات أجريت لمياه البحر على بعد 300 متر جنوب المحطة الأسبوع الماضي أن مستوى الإشعاعات أعلى بألفي مرة تقريباً من المستوى الطبيعي، قبل أن تتراجع إلى أعلى بثلاثين مرة أول من أمس، أعلنت شركة «طوكيو إلكتريك» «تبكو» أنها ستحقق في القدرة العازلة لكل آبار الصرف المؤدية الى الأنفاق التقنية من أجل منع تسرب مياه ملوثة. وتعرقل نسبة الإشعاعات العالية والخطر الذي تمثله تشغيل أنظمة تبريد المفاعلات، ويتوقع أن تكون عملية إعادة تشغيلها معقدة لأن من الواجب أن يجد التقنيون وسائل للتحرك بين مستوعبات مياه تحتوي نسب أشعاعات مميتة، مع العلم ان الناطق باسم الحكومة يوكيو إيدانو طالب بإزالة هذه المياه في أسرع وقت». حركة الإشعاعات إلى ذلك، أكدت الصين وكوريا الجنوبية والفيليبين والولاياتالمتحدة رصد كميات ضئيلة جديدة من «اليود 131» المشع في الجو مصدره محطة فوكوشيما، مؤكدة أنها غير خطرة على الصحة. وأعلنت الوكالة الأميركية لحماية البيئة أنها عزّزت نظام مراقبة مياه الأمطار ومياه الشفة في كل الولاياتالمتحدة، خصوصاً في بنسلفانيا وماساتشوستس، حيث سجلت مستويات إشعاعات أعلى من المعدل التاريخي في المنطقتين. ويؤكد خبراء أميركيون أن خزانات المياه الجوفية ومياه البحر تواجه «تلوثاً كبيراً»، متوقعين تصاعد الأخطار الصحية في المنطقة. وهم طالبوا باستخلاص مزيد من المعلومات من السلطات اليابانية قبل وضع تقويم دقيق للآثار البيئية والصحية.