نيويورك - رويترز - تتجه السعودية، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، إلى زيادة منصاتها النفطية بنسبة 30 في المئة ل «تعزيز الطاقة الإنتاجية»، وفق ما أعلن المحلل لدى «سايمونز أند كو» بيل هربرت. وأشار هربرت في مذكرة بحثية إلى أن «شركة النفط الوطنية العملاقة «أرامكو السعودية» التقت بشركات خدمات نفطية رائدة بينها «هاليبرتون» مطلع الأسبوع، وكشفت عن خطط لزيادة عدد المنصات العاملة في البلاد هذا العام والعام المقبل إلى 118 منصة من نحو 92 حالياً». وقال في تصريح هاتفي من هيوستون في الولاياتالمتحدة: «كان من المتوقع أن تخطو السعودية بحذر على صعيد طاقتها الإنتاجية. لذا، لم يكن هذا متوقعاً... علاوة الأخطار في الشرق الأوسط ارتفعت. ومع تراجع الإنتاج الليبي قد تشعر السعودية بالحاجة الى طاقة إنتاجية أعلى». وأضاف: «السعودية تريد زيادة عدد المنصات سريعاً في النصف الثاني من العام الحالي والنصف الأول من العام المقبل، وتنفض التراب عن مشروع المنيفة الذي سيبلغ إنتاجه 900 ألف برميل يومياً لكنه يمضي ببطء وتبلغ قيمة استثماراته 16 بليون دولار». وتابع: «الخطط إيجابية بوضوح لشركات الخدمات النفطية» التي ارتفعت أسهمها بقوة يوم الاثنين. وارتفع سهم «هاليبرتون» 4 في المئة إلى 47.90 دولار في بورصة نيويورك بعدما لامس أعلى مستوى في 52 أسبوعاً، وأسهم «شلومبرغر» أكثر من 4 في المئة في حين زاد سهم بيكر «هيوز» 3.8 في المئة. وأعلنت «هاليبرتون» في ساعة متقدمة ليل الاثنين، أنها ستسرّع العمل في «المنيفة» وهو مشروع لاستغلال احتياطات بحرية ضخمة من الخام الثقيل، إثر مناقشات أجريت في الآونة الأخيرة مع السعودية. وكانت الشركة فازت في 2008 بعقد لتقديم خدمات الحفر والأعمال ذات الصلة في 93 بئراً في المنيفة شمال شرقي السعودية. وأوضح محلل في مؤتمر «هوارد ويل» للنفط في نيو أورلينز، في تصريح الى وكالة «رويترز»، ان «أندرو غولد الرئيس التنفيذي لشركة شلومبرغر أسرّ إلى المحللين يوم الاثنين بأنه تشجع بالتزام السعودية تجاه زيادة الطاقة غير المستغلة بصرف النظر عن أي تراجع في أسعار النفط». وأكثر من أي بلد آخر، تحدد السعودية دورها الدولي بالقدرة على زيادة إنتاج النفط سريعاً لتلبية طلب متنامٍ أو تغطية تعطل في مناطق أخرى مثل انهيار الشحنات الليبية في الآونة الأخيرة. واستجابت السعودية بضخ 500 ألف برميل إلى 750 ألف برميل إضافي يومياً في الأسابيع الأخيرة، وفق ما ذكر محللون. وقال محلل النفط لدى «كاميرون هانوفر» في كونيتيكت بيتر بوتل: «إنها مسألة وجودية بالنسبة إلى السعودية. يجب أن تضمن توافر طاقة غير مستغلة كافية وإلا تَقلص دورها العالمي». لكن من غير الواضح بعد، إن كانت تريد زيادة الطاقة غير المستغلة لأكثر من نحو 3 ملايين برميل يومياً وهو المستوى الذي يقال إن «أرامكو» تملكه. ورأى خبراء أن زيادة إنتاج السعودية في الآونة الأخيرة إلى نحو تسعة ملايين برميل يومياً، ربما أثار قلق «أرامكو» في شأن قدرتها على زيادة الضخ إذا احتاج العالم الى كميات أكبر بكثير. أما العضو المنتدب لدى «مورغان كيغان» في هيوستون روجر ريد، فلفت الى ان السعودية «كانت تنتج مطلع العام نحو 8.5 مليون برميل يومياً يبقى منها نحو 3.5 مليون برميل غير مستغل يومياً. اضطرت إلى زيادة الإنتاج ما بين 500 ألف برميل و750 ألفاً يومياً بعد خروج ليبيا من السوق، ومن ثم فإن طاقتها الاحتياطية منخفضة كثيراً بالفعل». وأفاد محلل في قطاع النفط مقيم في نيويورك ويرصد الإنتاج السعودي، طالباً عدم كشف هويته: بأن «الأمر ينظر إليه بإحدى طريقتين. إما أنهم يدركون أن ثلاثة ملايين برميل يومياً من الطاقة غير المستغلة لا يكفي أو أنهم يدركون أن طاقتهم ليست بهذا الارتفاع في واقع الأمر». ولم تجر السعودية نقاشاً علنياً حول خططها لزيادة طاقتها الإجمالية، منذ أن استكملت مشروعاً بقيمة 100 بليون دولار لرفعها العام الماضي بمقدار ثلاثة ملايين برميل يومياً، إلى مستوى «قابل للاستمرار» عند 12 مليون برميل يومياً.