بغداد، كركوك - أ ف ب - أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس مقتل 12 شخصاً على الأقل في هجمات متفرقة في البلاد أبرزها مقتل ست نساء ورجل في أحد الأحياء الفقيرة في الموصل، وأصيب 11 شخصاً في اشتباكات بين أكراد وتركمان في كركوك. وفي بغداد، قال مصدر في الشرطة إن «أربعة عراقيين قتلوا وأصيب تسعة آخرون عندما اقتحم مسلحون ثلاثة محلات للصاغة». وأضاف إن «المسلحين فجروا ثلاث قنابل صوتية في شارع علي النعمة في منطقة القاهرة لإلهاء الناس، وسارعوا الى اقتحام ثلاثة محلات للصاغة فقتلوا أصحابها وسرقوا محتوياتها». وتابع أن «المسلحين الذين لم يعرف عددهم قتلوا شخصاً وأصابوا تسعة آخرين قبل أن يتمكنوا من الفرار». من جهة أخرى، قال ضابط برتبة نقيب في شرطة محافظة بابل، إن «ضابطاً برتبة ملازم قتل وأصيب ثلاثة جنود جراء انفجار عبوة استهدفت دوريتهم في منطقة المسيب». وتابع: «إن انفجاراً آخر أعقب الانفجار الأول ما أدى الى مقتل أحد عناصر وحدة تفكيك المتفجرات وإصابة زميل له». وأصيب 12 شخصاً بسلسلة انفجارات في العاصمة. وفي الموصل (370 كلم شمال بغداد)، قال مصدر أمني أن «مسلحين مجهولين قتلوا بأسلحة رشاشة ست نساء ورجلاً داخل منزل في حي التنك (غرب)». وأضاف إن «الهجوم وقع بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين»، مشيراً الى أن «التحقيق جار لمعرفة دوافع القتل». لكنه أكد أن «الحادث جنائي وليس إرهابيا». وأعلن مصدر طبي في مستشفى الموصل تلقي جثث ست نساء ورجل قتلوا بالرصاص. وتسكن حي التنك غالبية من الفقراء، وقد شهد سابقاً مقتل ثلاث نساء اتهمهن بممارسة الدعارة، وفقاً للمصدر الأمني. ويعتبر غرب الموصل من المناطق المتوترة حيث تنشط التنظيمات المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة. في كركوك، قالت مصادر أمنية عراقية إن 11 شخصاً، بينهم ثمانية طلاب أصيبوا أمس في صدامات داخل المعهد التقني في كركوك بين طلاب أكراد وتركمان. وأوضح المصدر، رافضاً كشف اسمه، أن «الطلاب استخدموا الحجارة والعصي في الشجار الذي أدى الى توقف الدراسة وخروج الطلاب من المعهد». من جهته، قال شيرزاد خالد عمر، وهو كردي إن «الطلاب التركمان وصلوا يرتدون الأسود ويحملون الأعلام التركمانية للاحتفال بالذكرى العشرين لمجزرة التون كوبري»، في إشارة الى إقدام النظام السابق على إعدام 95 من التركمان لأسباب سياسية في آذار (مارس) 1991. وأضاف الطالب في قسم الإدارة القانونية أن «بعض الطلاب الأكراد حاولوا منع التركمان من الاحتفال فحصلت الصدامات». بدوره، قال نسيم قادر عبد الله، وهو تركماني، إن «جذور المشكلة تعود الى أعياد نوروز عندما شهد المعهد مشاحنات مماثلة أدت الى وقف الدراسة». وأضاف أن «الطلاب الأكراد في حينها كانوا يريدون الاحتفال رافعين علم إقليم كردستان». يذكر أن قوات الأمن المنتشرة في المكان لم تتمكن من التدخل. وشدد رئيس القائمة العربية في المجلس محمد خليل الجبوري في تصريح الى «الحياة» على «ضرورة تولي البرلمان حلاً عاجلاً وتوافقياً لأزمة كركوك المستمرة منذ ثمانية أعوام مع استمرار التردي الأمني وضعف أداء المؤسسات الحكومية». وأشار الى أن «تعطيل تنفيذ الاتفاقات إضافة الى تعليق أعمال اللجان وفشلها اسهما بقوة في تأزم الأوضاع بكركوك التي تشهد توتراً لا سابق له العام الحالي». ويطالب العرب والتركمان بجعل كركوك إقليماً خاصاً تابعاً للحكومة المركزية، فيما يصر الأكراد على إنهاء سياسات التعريب التي انتهجها النظام السابق في ثمانينات القرن الماضي وضمها الى إقليم كردستان الذي يخضع لحكم كردي ذاتي.