بعد أيام من خطف سبعة أشخاص من التابعية الأستونية (الأربعاء الماضي) في المدينة الصناعية في زحلة، استفاق أهالي المدينة فجر أمس على دوي انفجار امام مدخل كنيسة السريان الأرثوذكس في المنطقة نفسها تسبب بأضرار مادية داخل الكنيسة والحي الواقعة فيه ولقي ردود فعل غاضبة من المرجعيات الروحية المسيحية والإسلامية ونواب المدينة وفاعلياتها. وبوشرت التحقيقات لمعرفة الجهة الفاعلة. وأجمعت مصادر رسمية رفيعة، سياسية وأمنية، على الربط بين الحادثين واعتبار المنفّذ واحداً يريد تهديد الاستقرار والعودة بلبنان الى الوراء. وفي التفاصيل، ذكرت المصادر الأمنية الرفيعة ل «الحياة»، ان الانفجار الذي استهدف المدخل الخلفي لكنيسة السريان الأرثوذكس نجم عن تفجير عبوة تحتوي على مادة «تي أن تي» مصنّعة يدوياً وبواسطة جهاز تحكم من بعد. وأكدت المصادر نفسها، ان الجهة التي فجّرت العبوة هي نفسها الجهة التي خطفت الأستونيين السبعة في محاولة لإظهار البلد مخروقاً وغير آمن، فيما المشاورات في شأن تشكيل الحكومة العتيدة مستمرة من دون ان تبلغ حتى الساعة النتائج المرجوّة منها لجهة تخطي العقبات التي ما زالت تؤخر ولادتها، على رغم انقضاء اكثر من شهرين على تسمية الرئيس نجيب ميقاتي من قبل الأكثرية النيابية رئيساً للحكومة. ولفتت المصادر الى ان الجهة التي تقف وراء حادثي الإخلال بالأمن اللذين استهدفا المدينة الصناعية في زحلة في غضون أربعة أيام استغلت الفراغ السياسي المترتب على التأخير في تشكيل الحكومة، وقالت ان الجهة التي خطفت الشبان الأستونيين السبعة ما زالت تحتفظ بهم في منطقة ما داخل البقاع. وكشفت ان لديها معلومات تؤكد احتجازهم داخل البقاع، ولم يتم نقلهم الى داخل الأراضي السورية المتاخمة للمنطقة التي خُطفوا منها، وقالت ان وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تواصل حملات الدهم بحثاً عنهم وان التعاون قائم مع السلطات السورية المختصة في ضوء ما تبلغه أكثر من مسؤول لبناني بأنهم لم يدخلوا الأراضي السورية. الى ذلك، تميزت الاتصالات الجارية لحلحلة العقد التي ما زالت تؤخر ولادة الحكومة بمبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يتواصل مع الرئيس ميقاتي وحلفائه في الأكثرية النيابية الى إعلان الاستنفار السياسي لإقناع رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون بتليين موقفه وخفض سقف شروطه، سواء في الحقائب الوزارية أو في عدد الوزراء. وإذ تعلق مصادر قيادية في الأكثرية أهمية على تحرك بري، أكدت في المقابل أن تمديد المفاوضات الرامية لتمهيد الطريق امام ولادة الحكومة بدأ ينعكس ضرراً على قوى 8 آذار، وأن بري يحاول الاستفادة من عامل الوقت الذي أخذ يضيق تدريجاً لحض حلفائه على تقديم التسهيلات للإسراع في تأليف الحكومة، خصوصاً أن الرئيس المكلف سيضطر في الساعات المقبلة، وربما في مهلة زمنية أقصاها مساء غد الثلثاء، الى التلويح بموقف حاسم للخروج من الجمود. وقالت هذه المصادر إن ميقاتي اتبع سياسة النفس الطويل والمرونة في مفاوضاته، لكنه سيضطر في حال عدم نجاح المساعي الرامية لتذليل العقبات والاعتراضات، الى التشاور مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في شأن تشكيلة وزارية يفرضها كأمر واقع، لكنها واقعية ومتوازنة، يراعي فيها تمثيل القوى التي سمته وفي الوقت نفسه يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، لاسيما ان بقاء الوضع على حاله لم يعد يُحتمل، وبالتالي لا بد من إحداث «صدمة» تسرّع ولادة الحكومة.