تضاعف نشاط الدمج والاستحواذ في قطاع شركات الطيران العالمية والدفاع خلال عام 2010، متعافياً من أدنى نقطة سجلها عام 2009، نتيجة أزمة المال العالمية. في وقت أكد تقرير لشركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، ارتفاع صادرات الدفاع في شكلٍ كبير من أوروبا الغربية وأميركا الشمالية إلى دول عربية وتركيا وباكستان وسنغافورة ودول البلطيق وقطر وماليزيا واليابان، في ظل «تطور التحالفات العسكرية وقيامها بإيجاد الفرص لشركات أميركا الشمالية وأوروبا خارج أسواقها المحلية». ولفت التقرير، إلى أن نشاط الدمج والاستحواذ في قطاع الطيران التجاري والدفاعي، عاد «بقوة» مرة أخرى بعد أزمة المال العالمية، إذ بلغ حجم الصفقات 20.2 بليون دولار في مقابل 10.9 بليون دولار عام 2009. وارتفع حجم التعامل 4 في المئة عن معدلات عام 2009 إلى 308 صفقة معلن عنها عام 2010، وهو أعلى إجمالي سنوي في ما يزيد على عشرة أعوام. وأشار التقرير، إلى أن الربع الأخير من عام 2010، أُعلن عن 17 صفقة تجاوزت قيمتها 50 مليون دولار، ما يمثل أعلى مجموعٍ فصلي خلال السنوات الثلاث الماضية. فضلاً عن إعلان أربع صفقات ضخمة تخطت قيمتها بليون دولار عام 2010 مقارنة بصفقتين نفّذتا عام 2009. ولاحظ المسؤول عن قطاع الطيران والدفاع في الشرق الأوسط في شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» مات ألابستر، عودة اكبر الصفقات، التي دفعت بقيمة الصفقات الإجمالية إلى مستويات ما قبل الأزمة، ولم يتوقف ذلك على «عودة الشركات إلى الإنفاق مرة أخرى، بل عادت تنفق في شكلٍ كبير في هذا المجال». وعلى رغم أزمة المال، أكدت مصادر في القطاع أن قادة الصناعة شرعوا في وضع سيولة نقدية كبيرة، ويتطلعون حالياً إلى إنفاقها في البحث عن النمو والحجم والكفاءة. ومع عودة الأسواق الرأسمالية، فإن من شأنه أن يجعل الصفقات الضخمة ممكنة. واعتبر ألابستر، أن منطقة الشرق الأوسط نقطة ساخنة في قطاع الطيران العالمي والدفاع، ومع مواجهتهم للانخفاض في موازنات الدفاع الغربية والأسواق التجارية ذات القدرة التنافسية العالية، يسعى الموردون الغربيون إلى النمو والفرص الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط. وعلى رغم عدم تميزها في شكل كبير في جداول المنافسة ومستوى الشراكة، فإن الاستثمار وتعديل النشاط في المنطقة يزداد بسرعة كبيرة ويستقطب بعض من أفضل المواهب. ولاحظت المؤسسة العالمية، ارتفاع مشاركة الأسهم الخاصة في قطاع الطيران والدفاع إلى 17 في المئة بالنسبة إلى الصفقات المنفّذة عام 2010. إذ شهد خمس عمليات استحواذ مكتملة على أسهم خاصة، كُشف عن قيمتها التي تجاوزت 50 مليون دولار خلال السنة، وبلغت صفقات الأسهم الخاصة المحتسبة نصف القيمة الإجمالية لصفقات الطيران والدفاع العشر الأولى المنفّذة العام الماضي. وأشار التقرير، إلى أن الظروف الداعمة للاستثمارات المالية آخذة في التحسن، بما في ذلك خفض علاوات الأخطار. وتوقع مشاركة الأسهم الخاصة إلى مستوياتها الطبيعية عام 2011. وبقيت الصفقات عبر الحدود بوصفها جزءاً من مجموع من عملية الدمج والاستحواذ لنشاط الطيران والدفاع ثابتة على نطاق واسع بنسبة 28 في المئة من حجم الصفقة. شكلت الشركات في أميركا الشمالية نحو ثلثي الشركات المستحوذة والمستهدفة عام 2010، بارتفاع بلغ النصف فقط عن عام 2009. وعلى رغم الضغوط الكبيرة التي تواجهها الولاياتالمتحدة في موازنة الدفاع، فإن سوق الولاياتالمتحدة لا تزال تمثل نصف إنفاق الدفاع العالمي. وفي المقابل، شكلت الشركات الآسيوية 15 في المئة فقط من الشركات المستحوذة والشركات المستهدفة عام 2010، بانخفاض عن الربع عام 2009. في وقت لم نشهد فيه نشاطاً كبيراً في آسيا، لجهة الصفقات المفصح عنها بما لا يقل عن 50 مليون دولار، كان هناك قدر كبير من نشاط صفقات الطيران التجارية لقيم تحدث في هذه المنطقة لم يُفصح عنها.