يسجل إقبال هائل من دور النشر الكبرى في مصر على بيع إصداراتها إلكترونياً، خصوصاً عبر موقع «سوق.كوم» SOUQ.COM. ويجذب الموقع دور النشر بقدراته التكنولوجية واللوجيستية، بداية من خدمات الدفع الإلكتروني ووصولاً إلى تسليم المنتج للمستهلك بصورة مباشرة. يأتي ذلك بالترافق مع النمو المتصاعد لأعداد مستخدمي الإنترنت في مصر، منذ انتصار «ثورة 25 يناير». وربما يصح وصف هذا النمو بالطفرة، كما ينطبق الوصف نفسه على النمو في معدلات التسوّق الإلكتروني، وخصوصاً بالنسبة الى الكتب. ويشمل الأمر شرائح اجتماعية وفئات عمرية متنوّعة مصرياً. ظواهر ترافق «ثورة فايسبوك» أطلق كثيرون مصطلح «ثورة فايسبوك» على التغيير السياسي الذي أدى إلى سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك ونظامه. وترافقت أيام ما بعد انتصار الثورة، على رغم الخلاف حول مدى نجاحاتها، مع مجموعة من التغيّرات في علاقة مصر مع الفضاء الإفتراضي للإنترنت. ولعل ما يشهده موقع «سوق.كوم» هو من الأمثلة البارزة عن هذه التغيّرات، إذ شهد قسم الكتب والمنتجات الثقافية في هذا الموقع، وهو من المواقع الأساسية للتجارة الإلكترونية في العالم العربي، نمواً فاق ال300 في المئة خلال الأسابيع الأخيرة. يضم هذا القسم إصدارات كثير من دور النشر الكبرى، في المجالات كافة تقريباً. ولوحِظ إقبال كبير على العناوين التي تتناول مستقبل مصر بعد الثورة، والجدال حول مسارات التغيير والديموقراطية والدستور والتراجع الاقتصادي في عصر مبارك، والعولمة وانهيار الرأسمالية والهيمنة الأميركية والتدخل الدولي، والليبرالية وحوار الحضارات، والمواضيع الدينية والمصرفية والأكاديمية، والأطفال وحتى النكات السياسية. واللافت أن هذه العناوين تشمل أيضاً الكتب التي مُنِعَت من التداول في ظل النظام السابق. وكذلك تشمل قائمة الكُتَّاب والمفكرين الذين يشهد موقع «سوق.كوم»، مجموعة من الأسماء البارزة مثل إبراهيم عيسى وعبدالحليم قنديل وصبحي عسيلة وبشير عبدالفتاح ووليد محمود عبدالناصر وسليم مندور وأسامة نبيل وعماد جاد وغيرهم. وفي إطار سعي موقع «سوق.كوم» الى خدمة محبي القراءة واقتناء الكتب والموسيقى، فإن الجناح لا يقتصر على الجديد من الكتب والمنتجات الموسيقية، بل يشمل المستعمل منها. ومن المستطاع الحصول على مزيد من المعلومات عن هذه الأمور عبر الوصلة الإلكترونية التالية: http://egypt.souq.com/Souq_adsearch.php?id=&s_keyword=%DF%CA%C8&go=1 وفي حديث الى «الحياة»، أوضح عمر سدودي، المدير العام لشركة «سوق. كوم» في مصر، أنه في ظل مناخ الحرية الذي فجرته الثورة، وفي ظل الجدل الإيجابي حول خيارات المستقبل والديموقراطية، يلاحظ إقبال يفوق ال300 في المئة على مبيعات الكتب والمنتجات الثقافية عبر الموقع. وأشار إلى إقبال مطّرد لدور النشر على عرض إصداراتها عبر هذا الموقع، في ظل سعي مؤسسات النشر ورقياً للوصول إلى أوسع قاعدة من القُرّاء، والاستفادة من القاعدة الضخمة من العملاء المسجلين في «سوق. كوم». وقال: «نفخر بالمساهمة في تطوير صناعة النشر في مصر، وإثراء الفكر والنقاش حول خيارات المستقبل فيها ونوفر لدور النشر فرصة الحصول على منفذ إلكتروني تستطيع عِبرَه تطوير أعمالها، والوصول إلى أوسع شريحة من العملاء. وكذلك نساعد القارئ في الحصول على الكتاب الذي يبحث عنه، بطريقة بسيطة وفي وقت قد لا يتعدى بضع دقائق، من دون الحاجة لأن يغادر بيته أو مكتبه. ونشعر بسعادة بالغة إزاء العمل مع دور النشر في مصر، إذ يتيح لنا خدمة قطاعات جديدة، خصوصاً المثقفين ومحبّي القراءة والفكر. ويوفر هذا الموقع مستوى مرتفعاً من الأمان في المعاملات المالية، تظهر في قسم «الدفع الآمن (سوق سايف باي) Souq Safe Pay، حيث يجري التدقيق في التعاملات المالية، ما يجعلها مضمونة بنسبة 100 في المئة». ويتعامل «سوق.كوم» مع مؤسسات مثل مركز النشر في الجامعة الأميركية في القاهرة، ومجموعة شركات «نهضة مصر» للنشر، و «الدار المصرية اللبنانية»، و «دار الهدي»، إضافة إلى «مكتبات ديوان» و «ألف بوكستورز» و «كتب خان» و «آدم بوكستورز» و «مودرن أكاديميك بوكس» و «بوكس أند مور» وغيرها. وتستعمل هذه المؤسسات موقع «سوق.كوم» لعرض كتبها ومنتجاتها الثقافية التي تشمل الأدب والرياضة والتغذية والاستثمار والشؤون المالية والتطوير المهني وتربية الأطفال وقضايا الأسرة، وحتى الموسيقى والأفلام. وبذا، باتت هذه المؤسسات مستفيدة من النمو المتزايد للتسوّق الإلكتروني والتجارة الرقمية في مصر. إذ تشير الأرقام إلى أن 25 من مستخدمي الإنترنت في مصر يستخدمونها للتعرّف الى منتجات يسعون لاقتنائها، كما يشتري نصفهم ما يلزمهم عبر الإنترنت. وفي مصر، يحقّق «سوق.كوم» نمواً استثنائياً منذ بدء نشاطها في مطلع هذا العام. ويعتبر من أسرع مواقع التجارة الإلكترونية نمواً في بلاد النيل. كذلك قفز إلى المرتبة 225 ضمن قائمة «أليكسا إنترنت إنك» لأكثر المواقع شعبية، في ما كان يحتل المرتبة 7000 في بداية هذا العام.