اعتبر مدير الجمعية السعودية للتربية الخاصة (جستر) مازن المزيني، أن هناك تجاوزات على مواقف ومرافق ذوي الاحتياجات الخاصة في الأماكن العامة، ويتم استغلال اللوحات التي تشير إلى المواقف أو المرافق الخاصة بهم كلوحات إعلانية لإعلانات خاصة، ما يمثل انتهاكاً لحقوقهم. وقال المزيني ل«الحياة»: «لا شك في أن مثل هذه الممارسات تعد انتهاكاً لحقوق ذوي الإعاقة التي كفلتها لهم الأنظمة، وتعطل مصالحهم، وتحجب الإعلانات التي توضع على اللوحات الدالة على أماكنهم تلك الأماكن، وهذا يعود إلى نقص الوعي أو الاستهتار بالأنظمة». وشدد على أهمية الحزم تجاه تلك التصرفات، وتفعيل المحاسبة الفورية تجاههم وفق القانون، فالدولة لم تألُ جهداً في توفير كل ما من شأنه خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة وحماية حقوقهم، ويجب أن يكون الجميع على قدر المسؤولية، والابتعاد عن أي أمر قد يؤثر في مصالح الآخرين. من ناحيتها، أوضحت الأستاذ المساعد بقسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الملك عبدالعزيز فتحية القرشي في حديثها ل«الحياة»، أن أصحاب الاحتياجات الخاصة من فئات المجتمع التي يجب الاهتمام بها وبحاجاتها، ويعكس الاهتمام بها درجة رقي وتحضر المجتمع ومستوى تماسكه، والتعدي على الأماكن المخصصة لهذه الفئة أو على لوحات الإرشاد للأماكن المخصصة لهم هو سلوك منحرف يقوم به أشخاص يتسمون بالأنانية وتسود بينهم النزعة الفردية والانتهازية. وبيّنت أنه لا يكفي تخصيص مواقف لهذه الفئة العزيزة ولوحات إرشادية، بل ينبغي توفير رقابة ومتابعة لحماية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وفرض عقوبات رادعة لمنع انتهاكها كما يحدث في كثير من المجتمعات المتقدمة، إذ تنتشر آلات التصوير لرصد المخالفات، ويعاقب المخالفون بسحب سياراتهم وتغريمهم مبالغ مالية عقوبة على ما يقترفون في حق فئة عزيزة على قلوبنا، وتمثل أوضاعها نموذجاً لطبيعة علاقاتنا وقوة تأثير القيم عليها وعلى أفعالنا. بدورها، تقول أم فرح العتيبي، وهي أم لطفلة من ذوي الإعاقة الحركية، في حديثها ل«الحياة» إنها عند حضورها وزوجها إلى أحد المستشفيات (تحتفظ «الحياة» باسمه) ورغبتهما في الوقوف في الموقف الخاص، فوجئا بإعلان موضوع على اللوحة التي تدل على الموقف، وبعد ذلك هاتف زوجها صاحب الإعلان الموجود، الذي رد من دون أدنى تردد بقوله: «ما المشكلة في وضع الإعلان على اللوحة؟».