برلين - أ ف ب – كشفت استطلاعات للرأي احتمال ان ينهي الناخبون في مقاطعة بادي فورتنبرغ اليوم الحكم الاقليمي لحزب «الاتحاد الديموقراطي المسيحي» الذي تتزعمه المستشارة الالمانية انغلا مركل، والمستمر منذ 58 سنة، ويضعف موقف المستشارة التي تواجه قراراتها في شأن القطاع النووي اعتراضات حتى في معسكرها. وتحدثت كل استطلاعات الرأي عن نتيجة واحدة تفيد بأن حزب «الخضر» و «الاشتراكيين الديموقراطيين» سيتقدمون اربع او خمس نقاط على «الاتحاد المسيحي» و «الحزب الليبرالي»، مدفوعين بقناعاتهم المعادية للقطاع النووي. وأفادت صحيفة «دي تسايت» بأن «فقدان السلطة في بادي فورتنبرغ سيشكل اسوأ هزيمة لمركل منذ توليها قيادة الاتحاد الديموقراطي المسيحي في عام 2000، علماً ان حزبها لم يهزم في هذه المقاطعة التي تضم 10 ملايين نسمة والمعروفة بنشاطها الاقتصادي منذ عام 1953. وتعتبر المقاطعة اهم المواقع الالمانية الحساسة في قضية المفاعلات النووية، اذ تضم 4 مفاعلات من 17 مفاعلاً في المانيا. وحاولت مركل منذ الايام الاولى للزلزال الذي ضرب اليابان في 11 الشهر الجاري تخفيف حدة الجدل، وأمرت بوقف 7 مفاعلات قديمة موقتاً، وإعادة درس هذا الملف. وعلى رغم اتخاذ حكومة تحالف سابقة تشكلت من «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» و «الخضر» قرار وقف كل المفاعلات بحلول 2020، لكن هذا التبدل لم يعزز موقع مركل لدى الناخبين الذين يرون انها غير جدية، بل عزز موقع «الخضر» الذين يسجلون تقدماً كبيراً في الاصل. وأثر هذا الحذر ايضاً في فرص نجاح مرشحة لحزب مركل في مقاطعة مجاورة ايضاً هي رينانيا بالاتينا حيث يجرى تصويت اليوم. ويتوقع ان يبقى رئيس حكومة المقاطعة كورت بيك في منصبه بدعم «الخضر» الذين سيدخلون برلمان المقاطعة على الارجح. والى جانب الملف النووي، أثار رفض المانيا دعم التدخل الدولي في ليبيا والمجازفة بمواجهة عزلة حلفائها الاوروبيين والولايات المتحدة، تساؤلات في صفوف المحافظين. وكتبت مجلة «شتيرن» الاسبوعية في افتتاحيتها: «يحاول المراقبون منذ 5 سنوات ونصف السنة تكوين فكرة واضحة عن المستشارة، لكنها تنقلب وتتهرب في شكل غير متوقع، وفي ذهنها امر واحد هو الخوف من الناخبين الخائفين من المحطات النووية والفارين من الحرب والهزيمة في بادي فورتنبرغ». واعتبرت صحف اليمين اقرار خطة الانقاذ الخاصة بمنطقة اليورو في بروكسيل، والتي ايدتها مركل بعد تردد، استسلاماً. وأبدت خشيتها من كلفتها على دافعي الضرائب. وتشهد المانيا هذه السنة انتخابات في خمس مقاطعات اخرى. وخسر «الاتحاد المسيحي» حتى الآن في ايار (مايو) الماضي مقاطعة رينانيا الشمالية - فستفاليا (غرب) الاكثر اكتظاظاً بالسكان، ثم هامبورغ في شباط (فبراير) الماضي. وستقلص الخسارة في بادي فورنتبرغ هامش المناورة الذي تتمتع به الحكومة التي تشكل اقلية اصلاً في مجلس المستشارين في البرلمان.