برلين - أ ف ب - مني ائتلاف المستشارة الألمانية انغيلا مركل بنكسة انتخابية تاريخية على خلفية المساعدة موضع الجدل لليونان، ما يضعه في موقع الأقلية في الغرفة العليا (مجلس المستشارين) للبرلمان الألماني، مهدداً بإعاقة عمله. وبعد ثمانية اشهر على فوزه في الانتخابات الاشتراعية، خسر تحالف الاتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة مركل والحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم في برلين، غالبيته في مقاطعة رينانيا شمال وستفاليا (غرب)، الأكبر عدداً سكانياً بين المقاطعات الألمانية. وتعكس هذه النتيجة استياء شعبياً من اداء الائتلاف الحاكم، كما تعني انه لم يعد في وسع مركل الاستناد الى غالبية في مجلس المستشارين الذي يمثل المقاطعات ال16 في البرلمان الألماني، ما سيرغمها على البحث عن تسويات مع المعارضة الاجتماعية الديموقراطية. غير ان الحزب المعارض لم يحقق سوى 34.5 في المئة من الأصوات في رينانيا شمال وستفاليا وهي اسوأ نتيجة يسجلها في هذه المقاطعة منذ خمسين سنة. اما الاتحاد المسيحي الديموقراطي، فحقق اسوأ نتيجة له في المقاطعة في تاريخ الاتحاد الألماني بحصوله على 34.6 في المئة فقط من الأصوات. ولم يحرز الحزب الليبيرالي الديموقراطي الشريك في الائتلاف الحكومي، سوى 6.7 في المئة من الأصوات، بعدما كان الفائز الأكبر في الانتخابات الاشتراعية في ايلول (سبتمبر) الماضي. وقال نائب المستشارة وزير الخارجية غيدو فسترفيلي رئيس الحزب: «علينا ان نكون واضحين، لم ننجح في تحقيق هدفنا. انه انذار للأحزاب الحكومية». وظهر حزب الخضر في موقع الفائز الأكبر بحصوله على 12.1 في المئة من الأصوات، فيما دخل حزب دي لينكي اليساري الراديكالي البرلمان المحلي بحصوله على 5.6 في المئة من الأصوات. وفي ضوء هذه النتائج، سيترتب على الاتحاد المسيحي الديموقراطي والحزب الاجتماعي الديموقراطي السعي الى تحقيق تحالفات مع احزاب «صغرى» لممارسة السلطة، او حتى الدخول في «ائتلاف كبير»، ومن المتوقع ان تستمر المفاوضات بهذا الصدد اياماً ان لم يكن اسابيع. ويهدد سقوط الغالبية المحافظة والليبرالية في البرلمان بعرقلة الورشات الكبرى التي اطلقت وعود في شأنها خلال حملة انتخابات 2009، وفي مقدمها خفض الضرائب وإصلاح القطاع الصحي، اقله في انتظار الاستحقاقات المحلية المقبلة عام 2011.