أعلن الجيش المصري إحباط تسلل إرهابيين من ليبيا إلى الأراضي المصرية، بعد قصف جوي لرتل مسلح في الصحراء الغربية، في وقت دفعت السلطات بتعزيزات عسكرية وأمنية إلى المنطقة الغربية في إطار مطاردة خلية إرهابية قتل مسلحوها 16 ضابطاً وجندياً، في اشتباكات شهدتها الواحات البحرية (350 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة) وقتل وجُرح فيها 15 إرهابياً. وتلقى وزير الداخلية المصري مجدي عبدالغفار اتصالاً هاتفياً من وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف أعرب خلاله عن إدانته هجوم الواحات «الإرهابي الغاشم»، وتقدم بخالص تعازيه ل «شهداء الواجب»، كما أكد مساندة السعودية «لكل ما تتخذه الدولة المصرية من إجراءات لمكافحة الإرهاب وحماية أمنها واستقرارها»، فيما شدد الوزير المصري على قوة العلاقات المصرية - السعودية وعمقها. في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الجيش العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، إن القوات المصرية تُجري عمليات تمشيط ومداهمة للدروب والمناطق الجبلية لتتبع العناصر الإرهابية المنفذة للهجوم الإرهابي في منطقة الواحات، بالتزامن مع استمرار جهود حماية حدود الدولة على كل الاتجاهات الاستراتيجية. وأوضح أن القوات الجوية أحبطت محاولة جديدة لاختراق الحدود الغربية، وأسفرت العملية عن تدمير 8 سيارات دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد شديدة الانفجار، وتم القضاء على العناصر الإرهابية الموجودة بداخلها. وأضاف أن القوات الجوية وعناصر حرس الحدود مستمرتان في تنفيذ مهماتهما بكل عزيمة واصرار لحماية حدود الدولة ومنع أي محاولة للتسلل أو اختراق الحدود على كل الاتجاهات الإستراتيجية. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي طلب من القيادات العسكرية والأمنية تكثيف جهود مراقبة الحدود، ومنع أي محاولات لاختراقها. وأفيد بأنه تم الدفع بتعزيزات عسكرية وأمنية في المنطقة الغربية، وزادت أعداد الطلعات الجوية لمراقبة الحدود، لوأد أي محاولات للاختراق. وزادت المكامن الأمنية الثابتة والمتحركة وتم نشر مزيد من المخبرين السريين في المسارات المُحددة لاختراق الحدود، مع تكثيف العمل مع قبائل الصحراء الغربية وسكانها لكشف أي مسارات جديدة لعمليات التسلل عبر الحدود المترامية على مسافة أكثر من ألف كيلومتر. وقامت قوات عسكرية وأمنية بتمشيط عدة مناطق صحراوية في الجبل الغربي، مع تنسيق يتم بين مديريات الأمن في المحافظاتالجنوبية التي لها ظهير صحراوي في المنطقة الغربية، لمداهمتها وتمشيطها ومباغتة أي معسكرات أو أماكن إيواء للعناصر الإرهابية في هذه المنطقة. ووضعت الأجهزة الأمنية في البحر الأحمرومحافظات الصعيد في الجنوب بإشراف مساعد وزير الداخلية لمنطقة الجنوب اللواء عصام الحملي، خطة لإحكام السيطرة على كل الطرق والمدقات المؤدية من سلسلة جبال البحر الأحمر وإليها، والمناطق الجبلية التي تربط محافظات الأقصر وأسوان وقنا وسوهاج والوادي الجديد والمنيا، ومنع تسلل أي عناصر إرهابية عبر الطرق الواقعة بين منخفضات ومرتفعات الجبال، التي تمتد من شمال الصعيد وحتى الحدود المصرية مع كل من ليبيا والسودان. وتضمنت الخطة إغلاق كل تلك المدقات والطرق، والقيام بحملات مداهمة يومية للمغارات الواقعة في عمق الجبل الغربي وسلسلة جبال البحر الأحمر، وتشكيل غرفة عمليات لتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية في محافظتي البحر الأحمر والوادي الجديد وكل محافظات الصعيد، لقطع خطوط فرار عناصر الجماعات المتطرفة وتسللها. وفي الأقصر كثفت أجهزة الأمن وجودها بطريق «الرزيقات» الذي يربط بين الأقصر والوادي الجديد، كما أقامت محافظتا قناوالبحر الأحمر مجموعة من المكامن الثابتة والمتحركة في الطرق الصحراوية التي تربط مدن المحافظتين بسلسلة جبال الأحمر. وتزامنت تلك الإجراءات مع تشديد القوات المسلحة والقوات الجوية إجراءات مراقبة الحدود المصرية مع السودان. وزار وزير الداخلية مجدي عبدالغفار جرحى قوات الشرطة الذين شاركوا في المواجهات الأمنية ضد العناصر الإرهابية في الواحات، ووجه بتوفير كل الإمكانيات اللازمة لعلاجهم. وأكد اعتزاز أبناء الوطن بما يقدمه رجال الشرطة من تضحيات من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار، لافتاً إلى أن وزارة الداخلية تدرك إدراكاً كاملاً حجم التحديات الأمنية التي تواجهها الدولة. وشدد على أن الحرب على الإرهاب «ليست هينة». وزار شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب جرحى الاشتباكات، مشيداً بحجم التضحيات الكبيرة التي يقدمها رجال الشرطة لحماية الوطن وتأمين المواطنين، مؤكداً أن «أبطال معركة الواحات أظهروا شجاعة كبيرة في مواجهة الإرهاب الغاشم، وضحوا بأرواحهم لحماية الوطن».