أحكمت قوات الأمن المركزي والعمليات الخاصة في الشرطة، مدعومة بغطاء جوي، الحصار على جبل «أبوتشت» في الظهير الصحراوي الغربي لمحافظة قناجنوب مصر، وشددت أجهزة الأمن من رقابة 4 مسارات جبلية تؤدي مباشرة إلى الصحراء الليبية غرب البلاد، لمنع متشددين من الفرار خارج الحدود، بعد أن تمكنت الشرطة من تطويق خلية إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» تنشط في الصعيد يقودها الإرهابي الفار عمرو عباس، أخطر المطلوبين أمنياً التابعين لخلايا «داعش» خارج شمال سيناء. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن التقديرات تشير إلى أن الخلية المحاصرة في المنطقة الجبلية غرب قنا تضم 13 «داعشياً»، لافتة إلى أن «عمرو عباس كان سبق توقيفه في العام 2015، لكنه أطلق في وقت لاحق». وأوضحت أنه «كان يُعد في مدينة إسنا في الأقصر لهجوم إرهابي مزدوج، وكان ومرافق له في انتظار شخص ثالث يحمل خرائط لمواقع الهجوم المرتقب، حين تقدم نحو سيارتهما المتوقفة على جانب الطريق ضابط وأمين في الشرطة لتفتيش السيارة والتأكد من هوية مستقليها، فأطلق أحدهما النار صوب أمين الشرطة فقتل مع مواطن كان يمر في الموقع، ثم فر عمرو عباس وأوقفت الشرطة مرافقه، الذي أدلى بمعلومات عن التخطيط لهجوم مزدوج كان يستهدف مواقع في المدينة الأثرية، باستخدام حزام ناسف وجد في السيارة ومتفجرات أخرى». وقالت المصادر إن «عباس فر من الموقع إلى طريق أسوان - الأقصر - الوادي الجديد الصحراوي، واستراح لفترة في أحد المطاعم ثم أوقف سيارة يستقلها 4 أشخاص، فأنزل تحت تهديد السلاح ثلاثة منهم، ثم أجبر السائق على التوجه إلى مدينة نجع حمادي في قنا». وروى السائق في تحقيقات الشرطة أن عمرو عباس استولى على بطارية هاتفه الجوال، لمنعه من الاتصال بالشرطة، ولما سأله السائق: «انت إخواني أم سلفي؟»، أجابه عباس: «أنا لست إخوانياً ولا سلفياً. أنا من حزب الله. أنا مع الله». وأشارت المصادر إلى أن «الإرهابي الموقوف في إسنا قال إنه وعمرو عباس كانا في انتظار شخص يحمل خريطة بالمواقع التي ستقوم الخلية باستهدافها، ولكنْ تأخر وصوله فحدث الاشتباك مع التمركز الأمني قرب مستشفى إسنا». وتحاصر الشرطة جبل «أبوتشت» والمنطقة المحيطة بقرية الكرنك شمال قنا، مع استمرار أعمال التمشيط لكل الطرق الجبلية، والمزارع الواقعة على الطريق الصحراوي الغربي من شمال قنا وحتى حدود محافظة أسوان. وأفيد بأن الاشتباكات التي وقعت بين الشرطة والخلية الإرهابية في «أبوتشت» استمرت ساعات عدة، قتل فيها 3 «إرهابيين»، لم تُحدد هويتهم. وأوضحت المصادر أن العناصر الإرهابية التي تبادلت إطلاق النيران مع قوات الشرطة في جبل أبوتشت لا تتجاوز 13 شخصاً من العناصر الخطرة، التي تحمل تسليحاً متطوراً. وامتدت عمليات الدهم إلى الجبل الغربي في المنياوأسيوط وسوهاج، لاستهداف أي مجموعات متطرفة مختبئة في الجبل الغربي بطول محافظات الصعيد والوادي الجديد، والوصول لأية عناصر إرهابية قد تتمكن من التسلل للبلاد قادمة من ليبيا أو عناصر أخرى تسعى للفرار إليها. وربطت المصادر بين عمليات تمشيط جبال المنياوأسيوط وسوهاج والمداهمات التي تجرى في جبال قنا ومحيطها وفي صحراء إسنا، وطريق أسوان - الوادي الجديد - الأقصر الصحراوي الغربي، بحثاً عن العناصر الفارة من أعضاء خلية عمرو عباس، المسؤولة عن التفجيرات الكبرى التي شهدتها مصر الشهور الماضية، وأبرزها تفجيرات الكنائس في طنطاوالإسكندريةوالقاهرة. وأسفرت أعمال الدهم والتمشيط منذ مطلع العام الحالي عن ضبط وقتل عشرات المتطرفين في الجبل الغربي، بغالبيتهم كانوا مختبئين في جبل أسيوط الغربي، وهو أحد المسارات الأربعة التي ترتبط بالصحراء الليبية عبر مدقات جبلية، تقع غرب محافظاتالفيوموالمنياوأسيوط والوادي الجديد. وتلك المسارات تؤدي مباشرة إلى الصحراء الليبية، وتتفرع منها مدقات جبلية وعرة تصل إلى غالبية مدن ومحافظات الصعيد من الجانب الغربي. ويتحدر عمرو سعد عباس (32 عاماً) من قرية «الأشراف البحرية» في مركز الشويخات في قنا، وهو ميسور مادياً ويملك متجراً ضخماً لبيع الهواتف المحمولة بالجملة في وسط مدينة قنا. ووفق المعلومات المتوافرة عنه، فإنه اعتنق الفكر التكفيري في مرحلة مبكرة من صباه وسبق توقيفه في العام 2015 في محافظة بني سويف جنوبالقاهرة وبحوزته أسلحة غير مرخصة، لكنه أُطلق بقرار من النيابة العامة لعدم كفاية أدلة إدانته. وتزوج من شقيقة الانتحاري محمود محمد مبارك الذي فجر بحزام ناسف الكنيسة المرقسية في الإسكندرية. ووفق سكان في قريته فإن أفراد أسرته يرفضون الصلاة في مسجد القرية منذ أكثر من عشر سنوات، ويصلون بمفردهم لأنهم يعتبرون أن أهل القرية «كفار». وشُيع أمس جثمان الرائد أحمد عبدالفتاح، الذي استشهد خلال الاشتباكات التي شهدها جبل «أبوتشت» أول من أمس، في جنازة عسكرية تقدمها كبار المسؤولين في محافظة قنا وشارك فيها آلاف المواطنين. مقتل 4 شرطيين في العريش القاهرة - «الحياة» - ذكرت مصادر رسمية وأهلية في شمال سيناء أن 4 من أفراد الشرطة، بينهم ضابط، قتلوا أمس في مدينة العريش بعد أن أوقف مسلحون مجهولون سيارتهم وأمطروهم بالرصاص. وأوضحت المصادر أن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة دفع رباعي ودراجة بخارية أوقفوا حافلة تقل عمالاً على الطريق الدولي الساحلي العريش- بالوظة، على بعد 30 كيلومتراً غرب العريش في شمال سيناء، ودققوا في هويات العمال ثم أنزلوا 3 منهم من الحافلة وخطفوهم، وفي تلك الأثناء مرت سيارة خاصة تُقل 4 أشخاص هم ضابط و3 أفراد في الشرطة، فأطلق المسلحون النار تجاههم فقتلوهم جميعاً، وفروا ناحية منطقة جبلية مجاورة لموقع الهجوم. في غضون ذلك، قالت مصادر طبية وشهود عيان إن رجلين جُرحا بطلقات مجهولة المصدر في محيط منطقة الميدان الواقعة جنوبالعريش ونقلا إلى مستشفى العريش لإسعافهما.