أعلن سفير بنغلادش لدى الأممالمتحدة شاميم إحسان سفير بنغلادش، خلال اجتماع للمانحين في جنيف، أن وجود مليون من لاجئي أقلية الروهينغا المسلمة الذين فروا من العنف في ميانمار في بلاده «وضع لا يمكن أن يستمر»، مطالباً ميانمار بالسماح بعودتهم. وخلال زيارتها مخيم كوتوبالونغ للاجئي الروهينغا في منطقة كوكس بازار بنغلادش، دعت الملكة رانيا، زوجة ملك الأردن عبدالله الثاني، إلى «إنهاء معاناة الروهينغا، والعنف الذي يتعرضون له وحماية حقوقهم». كما دعت الملكة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي «إلى اتخاذ موقف أقوى» من المسألة لتحقيق العدالة. وفيما تصف الأممالمتحدة الحملة العسكرية لجيش ميانمار في ولاية راخين (غرب) بأنها «تطهير عرقي للروهينغا»، قال إحسان، سفير بنغلادش: «هذه أكبر عملية خروج جماعي من دولة واحدة منذ مذبحة رواندا عام 1994. وعلى رغم المزاعم بعكس ذلك، لم ينته العنف في راخين، وما زال آلاف يدخلون يومياً إلى بنغلادش». وأشار احسان إلى أن وزير داخلية بنغلادش زار رانغون الإثنين «لإجراء محادثات من أجل إيجاد حل دائم. لكن ميانمار تواصل توجيه دعايتها التي تفيد بأن الروهينغا مهاجرون غير شرعيين من بنغلادش، ما يمثل إنكاراً فجاً للهوية العرقية للروهينغا والذي ما زال يمثل عقبة». وتعتبر ميانمار الروهينغا بلا جنسية، على رغم أنهم يرصدون تاريخ وجود أسرهم في البلاد منذ أجيال. وناشدت الأممالمتحدة المانحين تقديم 434 مليون دولار مساعدات لإنقاذ حياة 1.2 مليون شخص لمدة ستة أشهر. وقال مارك لوكوك، مسؤول الشؤون الإنسانية في المنظمة الدولية: «نحتاج إلى مزيد من المال لتلبية الاحتياجات المتزايدة. هذه ليست أزمة معزولة بل أحدث جولة في دورة الاضطهاد والعنف والتشريد المستمرة منذ عقود». وأضاف: «نقدر امتلاكنا تعهدات بنحو 340 مليون دولار»، علماً أن التعهدات الجديدة تشمل 30 مليون يورو أعلن عنها الاتحاد الأوروبي و15 مليون دولار من الكويت وعشرة ملايين دولار أسترالي من أستراليا و12 مليون جنيه استرليني من بريطانيا. وأكد لوكوك مجدداً دعوة الأممالمتحدة لميانمار بالسماح «بحرية دخول كاملة للمساعدات الإنسانية في راخين»، حيث تمنع وكالات الإغاثة من الدخول. وأضاف: «يجب أن تضمن ميانمار حق العودة الآمنة الطوعية الكريمة ليستطيع الروهينغا أن يعيشوا في سلام، وأن تحترم حقوق الإنسان في راخين». إلى ذلك، أورد بيان أصدره الديوان الملكي في الأردن: «زارت الملكة رانيا مخيم كوتوبالونغ للاجئي الروهينغا المسلمين بمنطقة كوكس بازار والتقت عدداً منهم، واستمعت إلى المآسي والمصاعب التي واجهوها». ونقل البيان عن الملكة أن «العالم يكاد أن يكون صامتاً لما يعتبره كثيرون تطهيراً عرقياً لمسلمي الروهينغا الذين يعانون بلا هوادة من العنصرية والاضطهاد المتواصل، بلا أي مبالاة أو احترام أو اعتبار للمبادئ الإنسانية وأحكام القانون الدولي». وتساءلت: «إذا تغيرت الحال، وارتكب مسلمون هذا العنف، هل ستكون استجابة العالم الصمت الذي نراه هنا اليوم؟». وعن حاجات اللاجئين، أشارت الملكة رانيا إلى أن «مأساتهم لم تنته بعد، إذ إن الاحتياجات كبيرة وعاجلة: يوجد شبه انعدام للمياه النظيفة، وثلاثة أرباع اللاجئين يفتقرون إلى ما يكفيهم من طعام».