كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تهديده بأن إسرائيل «سترد بكل قوتها العسكرية لوقف الهجمات الإرهابية عليها وستوقفها»، مضيفاً أنه «لا توجد دولة في العالم تحتمل هجمات عليها كالتي نتعرض لها من قطاع غزة». وتابع في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الدفاع الأميركي بيل غيتس الذي يزور إسرائيل: «إننا أبناء العالم المتحضّر نخوض معركة ضد الداء الخطير المتمثل في إرهاب مدبر ومباشر ووحشي ضد المواطنين العزل والأبرياء». وأكد غيتس أن العلاقات الأمنية بين الولاياتالمتحدة واسرائيل «أشد متانة من أي وقت مضى»، معتبراً ان الولاياتالمتحدة وإسرائيل تواجهان حالياً منطقة هائجة مليئة بالتحديات والفرص في آن واحد». وتطرق نتانياهو إلى قرار الجيش الإسرائيلي استخدام منظومة «القبة الحديد» التي طورتها الصناعات العسكرية الإسرائيلية والتي يفترض أن تعترض القذائف الصاروخية قصيرة المدى، وقال إنه تحدث إلى غيتس في «مجموعة من المسائل ذات العلاقة بالأمن وبالجهود لفرض الهدوء». وأضاف: «ثمة تعاون متطور بيننا في مجالات مختلفة تتعلق بالأمن والمخابرات ومضادات الصواريخ، ونحن سنعمّق هذا التعاون وندفعه إلى أمام أيضاً في المحادثات التي نجريها الآن». وزاد ان الرئيس باراك اوباما أكد له في المكالمة الهاتفية بينهما للتعزية في ضحايا انفجار القدس قبل يومين وقوف الولاياتالمتحدة إلى جانب إسرائيل في معركتها ضد الإرهاب، «وسمعت أقوالاً مماثلة من الرئيس ميدفيديف ورئيس الحكومة الايطالية سيلفيو بيرلوسكوني، ومن زعماء دول أخرى». وقال مسؤول إسرائيلي إن أوباما هنأ نتانياهو على «رده الحكيم» على صواريخ غزة، وقال: «وجهنا ضربات قاسية إلى حماس في الأيام الأخيرة، لكن لن يكون هناك رد متسرع». على صلة، قال وزير التعليم القطب في حزب «ليكود» الحاكم جدعون ساعر للإذاعة العامة أمس إن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، وانه في تقديره «ستضطر إسرائيل في نهاية المطاف إلى الخروج في عملية عسكرية في قطاع غزة أوسع من عملية الرصاص المسبوك». وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن، الرجل الثاني في حزب «كديما» المعارض شاؤول موفاز إن «كل يوم يمر من دون عملية سياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يعرض حياة البشر إلى الخطر». وأضاف أن من الممنوع على الحكومة تفويت الفرصة السياسية «وإسرائيل بحاجة الى وضع استراتيجية واضحة شاملة تقود نحو عملية سياسية مع الفلسطينيين ومفاوضات مع السوريين، وفي الوقت ذاته وقف إرهاب الصواريخ الفلسطينية». وزاد أن الفلسطينيين «تجاوزوا الخطوط الحمر في الأيام ألأخيرة ويتحتم على رئيس الحكومة أن يقرر كيف يوقف سقوط الصواريخ، ولدى إسرائيل العديد من الوسائل للتحرك ضد حماس». وتابع أنه لو كان رئيساً للحكومة لدَرسَ «استئناف عمليات اغتيال عناصر الإرهاب». منظمة «القبة الحديد» إلى ذلك، أقر قائد «الجبهة الداخلية» في الجيش الإسرائيلي اللواء داني غولان في حديث للإذاعة العسكرية أن بطارية منظومة «القبة الحديد» التي تقرر نشرها غداً في سماء جنوب إسرائيل «لن توفر الحل لسقوط القذائف الصاروخية». وقال إن هذه المنظومة ليست «بوليصة تأمين، وإن كنت أرجو أن تثبت المنظومة الجديدة نفسها». وكانت وسائل الإعلام العبرية عنونت صفحاتها الأولى احتفالياً بقرار نشر بطارية الصواريخ الذي اتخذ تحت ضغط قادة البلدات الجنوبية الذين اشتكوا من عدم تفعيل المنظومة الجديدة التي أعلنت إسرائيل قبل اشهر أنها باتت عملانية. وقال رئيس هيئة أركان المنطقة الجنوبية السابق تسفي فوغل إن التوقعات من نجاعة المنظومة الجديدة مبالغ فيها، وهي لن توفر الحل المثالي لسقوط الصواريخ على جنوب إسرائيل، وقال إن المنظومة يمكن أن توفر الحماية في منطقة معينة أو مدينة واحدة لكن ليس لكل المنطقة الجنوبية. ويشكك معلقون عسكريون في نجاعة المنظومة الإسرائيلية، وكتب أحدهم أن الجيش يتردد في استخدامها تحسباً لفشلها في اعتراض الصواريخ، ما سيؤثر على معنويات المواطنين ويجهض أيضاً صفقات تم الاتفاق في شأنها لبيعها لعدد من الدول. ويتذرع الجيش الإسرائيلي بأن البطاريتين المتوافرتين لا تكفيان لاعتراض الصواريخ، وأنه ما زال ينتظر تمويلاً أميركياً لمزيد من البطاريات، وهذا ربما ما قصده نتانياهو في حديثه أمس مع غيتس. هدوء في اسرائيل وتواصل أمس إغلاق المؤسسات التعليمية في عدد من بلدات الجنوب، ما أثار انتقادات شديدة للحكومة «التي وعدتنا بأن منظومة القبة الحديد ستحل مشكلة القذائف الصاروخية». وصرح الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزفيلد لوكالة «فرانس برس» بأن «اي قذيفة من غزة لم تسقط في اسرائيل صباح الجمعة». وكان الطيران الحربي الاسرائيلي شن اربع غارات جديدة مساء الخميس على اهداف مختلفة في قطاع غزة، بينها مبنى امني في شمال القطاع، ما اوقع عدداً من الاصابات الطفيفة وفق شهود. وأوضح الشهود ان طائرة حربية اطلقت ثلاثة صواريخ على مبنى المخابرات العامة السابق في منطقة السودانية، ما اسفر عن اصابة عدد من المواطنين بجروح «طفيفة» في محيط المبنى والحاق اضرار جسيمة، اضافة الى اضرار في صالة تتبع لنادي غزة الرياضي بجوار مبنى المخابرات المستهدف. وكان هذا المبنى المكون من ستة طبقات تعرض عدة مرات للقصف الجوي الاسرائيلي. كما قصفت الطائرات موقع تدريب تابعاً ل «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» قرب مخيم الشاطئ شمال مدينة غزة. وذكر شهود ان غارة استهدفت مجموعة من المقاتلين كانوا يطلقون قذائف او صواريخ على اسرائيل في بيت حانون شمال القطاع من دون وقوع اصابات. كما استهدفت الطائرات منصة لاطلاق الصواريخ محلية الصنع شرق حي الزيتون شرق مدينة غزة، بحسب الشهود.