في إطار المسعى الإسرائيلي إلى امتلاك منظومات دفاعية لاعتراض الصواريخ على مختلف المسافات مع أولوية لتلك التي تعترض القذائف الصاروخية قصيرة المدى، أصدر وزير الدفاع إيهود باراك تعليماته للمؤسسة الأمنية بامتلاك منظومة أميركية لاعتراض الصواريخ ذات مدى أقل من 5 كلم، مثل قذائف القسّام التي تطلقها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على بلدات في جنوب إسرائيل. وقال باراك لصحيفة «هآرتس» أمس إن منظومة «فولكان - فالانكس» ستكون جزءاً من المنظومة الدفاعية المتعددة الطبقات لاعتراض الصواريخ التي تسعى إسرائيل إلى بنائها باعتبارها «هدفاً استراتيجياً». وأضاف أن الهدف هو بلوغ وضع يتيح اعتراض أكبر عدد ممكن من الصواريخ التي تطلق على الدولة العبرية. وقالت الصحيفة إن «فولكان - فالانكس» ستكون في الخط الدفاعي الأمامي لاعتراض قذائف قصيرة المدى (أقل من 5 كلم)، ثم منظومة «القبة الحديد» التي تطورها الصناعات العسكرية الإسرائيلية لاعتراض القذائف ذات مدى أكثر من 5 كلم وحتى 40 كلم (مثل كاتيوشا أو الغراد)، ثم منظومة «شربيط كسميم» (الصولجان السحري) التي تطورها الصناعات العسكرية الإسرائيلية بالتعاون مع شركة «ديتاون» الأميركية لاعتراض صواريخ يتراوح مداها بين 40 و200 كلم، ثم منظومة «حيتس» المطورة المعدة لاعتراض الصواريخ البالستية. وكانت المؤسسة الأمنية أجرت في الأسابيع الأخيرة تجربتين على «حيتس» و «القبة الحديد» اعتبرتهما ناجحتين. ورجحت أن تدخل الأخيرة الخدمة نهاية العام المقبل، فيما أشارت تقارير صحافية إلى أن منظومة «الصولجان السحري» وضعت تحت تصرف سلاح الجو. وقالت «هآرتس» إن باراك أمر بشراء المنظومة الأميركية الجديدة منذ أشهر رغم معارضة موظفين كبار في وزارته لأسباب مختلفة، كما عارضها سلاح الجو من منطلق معارضته شراء منظومة دفاعية ليست من إنتاج إسرائيلي. والمنظومة الأميركية هي عبارة عن مدفع متعدد الأجزاء تم تركيبه أساساً على الطائرات الحربية ثم تمت ملاءمتها للسفن الحربية ووضعت تحت تصرف سلاحي البحرية الأميركي والإسرائيلي. ولاحقاً، تم إنتاج نسخة أرضية تتشكل من مدفعين بعيار 20 ملم وجهاز رادار قادرة معاً على رصد انطلاق صواريخ وقذائف هاون ومتابعة مسارها حتى اعتراضها. وبمقدور المدفعين إطلاق 6 آلاف قذيفة في الدقيقة، أما قطر الدائرة التي يغطيها فيبلغ 1200 متر. وتكلف كل المنظومة 25 ألف دولار. وكان البنتاغون رفض في السابق تزويد إسرائيل بمنظومة واحدة من «فولكان» بداعي حاجة الجيش الأميركي إلى هذه المنظومة في كل من العراق وأفغانستان. وتوجهت إسرائيل إلى الشركة المنتجة للمنظومة بطلب شرائها، لكن الشركة ردت بأن كل الطلبات للسنوات المقبلة مخصصة للجيش الأميركي. وعليه، سيطلب باراك خلال زيارته الوشيكة لواشنطن في حزيران (يونيو) المقبل من نظيره الأميركي روبرت غيتس تزويد اسرائيل بمنظومة واحدة على الاقل «في أسرع وقت» لتجربتها، على أن يتم وضع إسرائيل على رأس لائحة الزبائن الذين يطلبون هذه المنظومة. وتتوقع إسرائيل أنه في حال أعطى غيتس موافقته، فإنها ستتلقى أول منظومة «فولكان» في الشتاء المقبل وفي حال ثبتت نجاعتها ستطلب شراء عدد منها. كذلك سيغادر وكيل وزارة الدفاع بنحاس بوخريس إلى واشنطن قريباً لرؤية المنظومة الجديدة عن كثب في تجربة اعتراضها الفعلي لقذائف قصيرة المدى.