أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «لدينا مشكلة استراتيجية تتلخَّص في أن منطق الدولة غير محترم في لبنان». وقال: «في المجتمعات إما أن يعتمد منطق الدولة أو اللادولة، فلا يوجد شيء اسمه نصف دولة وفي لبنان نرى دويلة إلى جانب الدولة تصادر القرار الاستراتيجي وقرار السلم والحرب». وكان جعجع انتقل والوفد المرافق إلى كانبيرا، في إطار جولته الأسترالية والتقى السفراء العرب. وتحدث عن الوضع في لبنان، مذكراً بأنه «عام 2006 كنا على طاولة حوار بمشاركة (الأمين العام ل «حزب الله») السيد حسن نصرالله لنرى ما يمكن أن نفعله ليستقر الوضع». وأضاف: «فجأة استفقنا لنرى أن حرباً نشبت في الجنوب بين «حزب الله» وإسرائيل. لا أحد يستطيع أن يأخذ قراراً بهذا الحجم خارج الدولة». ولفت إلى «أننا لا نستطيع بناء دولة عندما يكون جزء من العمل العسكري منوطاً بالجيش اللبناني وأن يكون الجزء الآخر منوطاً بشيء نسميه المقاومة وهو عملياً تنظيم مسلح تابع لأحد الأحزاب». وقال: «بين فترة وأخرى يقوم حزب الله بهجوم عنيف على المملكة العربية السعودية أو على دول الخليج، وهذا غير مقبول. ماذا فعلت دول الخليج أو السعودية من سوء تجاه لبنان؟». وأضاف: «لم أسمع في يوم أن السعودية أو الإمارات أو أي دولة خليجية استقدمت جيوشها وغزت لبنان واحتلته بينما من فعل هذا هو نظام الأسد، وعلى رغم ذلك يساعد حزب الله نظام الأسد بالرجال والمال ودماء اللبنانيين». وشكر «الدول العربية التي كانت سنداً للبنان وفي طليعتها المملكة السعودية ومصر والكويت والإمارات وقطر». وشدد على «وجوب أن نتجنَّب بأي ثمن حصول حرب أهلية جديدة ونحاول الضغط بالسياسة بالمقدار اللازم من دون أن نصل إلى نقطة الكسر». وقال: «نتحمّل أن يبقى حزب الله كحزب سياسي ولكن لا نقبل أن يبقى كحزب عسكري يصادر قرار الدولة». واعتبر أن «المعركة في لبنان اليوم سياسية، وإذا استطعنا تكوين أكثرية برلمانية ليست راضية بهذا الوضع، عندئذ لا يستمر «حزب الله» بالشكل الذي هو عليه». وعن العلاقات الإيرانية- اللبنانية وتأثيرها في العلاقات مع دول الخليج، قال: «للأسف أثرت على لبنان والدليل حجم الأعمال الخليجية وحجم السياحة التي تدهورت إلى أدنى مستوى». وأشار إلى أن «علاقات إيرانبلبنان الجدية هي مع حزب الله أما العلاقة مع الدولة اللبنانية الرسمية فهي علاقة ديبلوماسية». وتوقّع «زيادة تأزم الأوضاع في المنطقة لأن الأفرقاء كلهم بحاجة إلى لعب كل أوراقهم وأنتظر أياما صعبة على لبنان والمنطقة في خضم ما يجري. ومن مصلحة لبنان العليا أن يعود إلى سياسة النأي بالنفس». والتقى جعجع في البرلمان الفيديرالي وزراء ونواباً من الحزب الحاكم والمعارضة.