في اليوم الثاني من اجتماعات قمة بروكسيل، أقرّ قادة الاتحاد الأوروبي بعدم تحقيق تقدم كافٍ في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، والتي تشمل 3 ملفات رئيسة هي: حقوق المواطنين المقيمين في الخارج، وحدود إرلندا، والتسوية المالية التي لم تقدم لندن عرضاً ملموساً في شأنها من أجل السماح بإطلاق مرحلة المفاوضات التجارية التي تصر لندن على إجرائها قبل الموعد المحدد للخروج في 29 آذار (مارس) 2019. لكن القادة أملوا في إمكان بلوغ هذه المرحلة بحلول كانون الأول (ديسمبر) المقبل، موعد القمة الأوروبية المقبلة، فيما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تواجه ضغوطاً في بلادها من أجل تحقيق تقدم في مفاوضات «بريكزيت»، أن التسوية المالية «الكاملة والنهائية لبريكزيت يجب أن تكون ضمن الاتفاق النهائي الذي سنتوصل إليه حول علاقتنا المستقبلية». وطالبت شركاءها بالتوصل إلى اتفاق «نستطيع دعمه والدفاع عنه أمام مواطنينا». وفي بادرة «إيجابية» تجاه ماي، أعطى القادة «الضوء الأخضر» لبدء الدول ال27 في الاتحاد الإعداد لمحادثات التوصل إلى اتفاق تجاري مع لندن بعد 29 آذار 2019. وقال مصدر أوروبي إن تحضيرات الدول الأعضاء لمرحلة المفاوضات التجارية «تسمح بكسب الوقت، لأن الفكرة تتمحور حول استعداد القادة لاتخاذ قرار في كانون الاول حول المرحلة الثانية من المحادثات إذا تحقق تقدم كافٍ». وصرح رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بأن «الحديث عن وصول مفاوضات بريكزيت إلى طريق مسدود أمر مبالغ به. التقدم غير كافٍ، لكن ذلك لا يعني عدم وجود أي تقدم»، مشدداً على ضرورة تقديم البريطانيين اقتراحات «ملموسة أكثر» قبل اتخاذ القرار في كانون الأول في شأن المرحلة الثانية من المفاوضات. وبعدما التقت توسك على حدة صباح الجمعة، أصرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل على أن «لا مؤشر إلى الفشل»، وعلى أن «العملية تتقدم خطوة خطوة بخلاف ما يرد في الصحف البريطانية». وتابعت: «إذا طالت المفاوضات أسبوعين أو ثلاثة إضافيين، لن يمنعنا ذلك من العمل جدياً من أجل بلوغ المرحلة الثانية». قبل محادثاتهم في شأن «بريكزيت»، اتفق قادة دول الاتحاد ال27 على أساليب جديدة للعمل عرضها توسك لتحسين الأداء في القمم الأوروبية. وأعدّ توسك خريطة طريق للعامين القادمين تشمل برنامجاً من 13 قمة، من أجل إعطاء دفع جديد للاتحاد بعد صدمة «بريكزيت» والإفادة من الزخم الجديد المؤيد لأوروبا الذي يعطيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. كما يريد توسك تقويم أسلوب العمل من خلال استبدال المقاربة التقليدية التي تقوم على التوصل إلى إجماع بمحادثات تبرز الخلافات بوضوح. وقال توسك أمام القمة أن الأسلوب الجديد «سينقل خلافاتنا ويصف بوضوح محاور التباين كي يتسنى لنا أجراء محادثات سياسية جدية».