إسطنبول - رويترز - طالبت تركيا أمس الخميس بأن تكون السيطرة على كل العمليات العسكرية في ليبيا لحلف شمال الأطلسي وحده معبّرة عن تشككها في أن بعض الشركاء الذين يسعون إلى التحرك خارج إطار الحلف عيونهم على الثروة المعدنية لليبيا. وصوّت البرلمان في أنقرة بعد ظهر أمس لمصلحة تأييد قرار الحكومة المشاركة في عملية بحرية لحلف الأطلسي لتطبيق حظر على دخول الأسلحة. وقالت تركيا عضو حلف شمال الأطلسي والتي يغلب على سكانها المسلمون إنها ستدعم أيضاً فرض منطقة الحظر الجوي ما دامت تهدف إلى حماية المدنيين ويطبقها حلف شمال الأطلسي وحده من دون أي عمليات هجومية موازية لقوات التحالف. وفي انتقاد لفرنسا قال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إن الذين أحجموا عن ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يتحدثون الآن بلغة «الحملات الصليبية» في ما يتعلق بليبيا، مؤنّباً الغرب على سلوكه تجاه الدول الواقعة إلى الجنوب والشرق. وقال في مؤتمر بإسطنبول: «أتمنى ممن لا يرون سوى النفط ومناجم الذهب والكنوز الموجودة تحت الأرض حين ينظرون إلى هذا الاتجاه أن ينظروا إلى المنطقة من خلال نظارات الضمير من الآن فصاعداً». وكان وزير الداخلية الفرنسي كلود جيون قد صرّح يوم الاثنين بأن الرئيس نيكولا ساركوزي «تصدر حملة صليبية لحشد دعم مجلس الأمن والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي» لمنع ارتكاب مذابح في ليبيا. وقلل وزير الخارجية الان جوبيه من أهمية التعليق بوصفه زلة لسان وقال أمس إنه يجب تجنب استخدام تعبير «حملة صليبية» الذي يطلق على الغزوات الأوروبية المسيحية للاستيلاء على أراض مقدسة من المسلمين. وقال الرئيس التركي عبد الله غول في حديثه مع الصحافيين الأتراك المرافقين له في زيارة إلى غرب أفريقيا الأربعاء انه يتشكك في أن بعض حكومات التحالف لديها دوافع خفية وأن ليبيا قد «تنهب» كما حدث مع العراق. وأضاف غول «لماذا.. لأن هدف (قوات التحالف) ليس تحرير الشعب الليبي. هناك جداول أعمال خفية ومصالح متباينة». وقال الرئيس التركي في تصريحات أرسلها مساعد له الى «رويترز» من أكرا: «أشعر بالقلق من أن تتكرر أشياء حدثت في العراق في ليبيا. العراق نُهب. الآن أخشى أن يحدث الشيء نفسه في ليبيا».