طوكيو، موسكو - أ ف ب، رويترز - انضمت استراليا وكندا وروسيا إلى لائحة الدول التي تمنع استيراد منتجات طازجة من منطقة محطة فوكوشيما النووية المتضررة بالزلزال الذي ضرب شمال شرقي اليابان في 11 الشهر الجاري، والتي أعيد التيار الكهربائي إليها جزئياً تمهيداً لاستئناف عمل أنظمة تبريد المفاعلات. وبعدما حظرت الحكومة اليابانية بيع بعض الخضار والحليب الطازج في اربع مناطق على الأقل قريبة من فوكوشيما اثر رصد مستوى غير طبيعي من المواد الإشعاعية، وعززت المراقبة في ست مناطق أخرى قريبة من طوكيو، كثفت وزارة الصحة عمليات مراقبة الأسماك والرخويات التي يجرى صيدها على السواحل. وتراجعت أسعار ثمار البحر في تسوكيجي، اكبر سوق اسماك في العالم في خليج طوكيو، فيما أكد تاجر للأعشاب البحرية يدعى كنيشيرو سايتو عدم إمكان تناول هذه الأعشاب قبل عامين أو ثلاثة أعوام في المناطق المنكوبة». وبعد الولاياتالمتحدة وفرنسا، أعلنت هونغ كونغ وأستراليا وكندا وروسيا وسنغافورة اتخاذ تدابير حظر أو فرض قيود على استيراد المنتجات اليابانية الطازجة من مناطق قريبة من محطة فوكوشيما. وفي روسيا، فحصت السلطات سفينة قدمت من اليابان في مرفأ خاباروفسك (شرق)، اثر رصد مستوى إشعاعي عليها اكبر بثلاث مرات من الحد الطبيعي. وكشف مسؤول أن السفينة مرت في منطقة غير بعيدة من محطة فوكوشيما، في طريق عودتها إلى روسيا محملة بخشب من اليابان، مشيراً إلى فرض حجر على السفينة ووضع طاقمها الذي يضم 18 روسياً وأوكرانياً واحداً تحت مراقبة طبية، على رغم عدم ملاحظة أي تأثير على صحة البحارة حالياً. في غضون ذلك، رفعت بلدية طوكيو توصياتها لسكان العاصمة بعدم استخدام مياه الشرب للأطفال الرضع بسبب احتوائها نسبة من اليود المشع تبلغ ضعفي النسبة المقبولة للرضع، لكنها استمرت في توزيع 1,5 ليتر من المياه المعدنية لكل رضيع لم يبلغ عامه الأول على 80 ألف أسرة. وتحدثت تقارير عن نفاد المياه المعبأة من متاجر العاصمة. وفي سياق الجهود المبذولة لتبريد المفاعلات الستة في محطة فوكوشيما، أعلنت شركة «طوكيو الكتريك» استئناف رش المياه على المفاعل رقم 3، حيث أعيد التيار الكهربائي إلى قاعة المراقبة على غرار المفاعل رقم 1، لكن من دون تشغيل نظام التبريد. وكان عمال اخلوا مبنى المفاعل رقم 3 اول من امس بعد انبعاث دخان اسود منه. وأصيب ثلاثة تقنيين عملوا داخل مبنى يضم توربينة بعيدة عن مبنى المفاعل، بإشعاعات تتراوح بين 170 و180 ميلليسيفرت، ما حتم نقلهم إلى المستشفى، علماً أن التعرض لأكثر من 100 ميلليسيفرت لفترة سنة يزيد أخطار الإصابة بالسرطان لاحقاً. ووسط المعاناة وارتفاع عدد القتلى والمفقودين إلى 26 ألف شخص بينهم 9737 قتيلاً مؤكداً، ساد شعور بأن الوضع يتحسن مع تدفق المساعدات إلى النازحين وبدء خدمات الهاتف والكهرباء والبريد والخدمات المصرفية تعود إلى الشمال.