أثار إعلان نجمة البرامج التلفزيونية في روسيا كسينيا سوبتشاك ترشّحها لخوض انتخابات الرئاسة المرتقبة في آذار (مارس) المقبل، موجة انتقادات وسخرية في الأوساط السياسية والبرلمانية. ووصفها ساسة روس ب «دمية تسعى إلى إهانة الاستحقاق الانتخابي»، فيما اعتبر آخرون أن مشاركتها في السباق ستتحوّل «أضحوكة». وبرز اسم سوبتشاك (36 سنة) بقوة خلال السنوات الأخيرة، بسبب مواقفها المعارضة للرئيس فلاديمير بوتين، على رغم أنها ابنة الرئيس السابق لبلدية سان بطرسبورغ أناتولي سوبتشاك، الذي عمِل بوتين مساعداً له لسنوات، قبل أن يرتقي سلّم السياسية الروسية بقوة. ووجّهت سوبتشاك رسالة إلى صحيفة «فيدوموستي» القريبة من أوساط المال والأعمال، أعربت فيها عن «قلق جدّي على مستقبل» روسيا، مشيرة إلى «رغبتها في تحمّل المسؤولية لإنقاذ البلاد والمساهمة في إصلاحات ضرورية فيها». واعتبرت ان خوضها الانتخابات سيكون مفيداً ل «المعارضة وللمجتمع الروسي بأكمله». وكانت الحسناء التي انضمت قبل سنوات إلى أسرة شبكة «دوجد» التلفزيونية، وهي القناة المعارضة الوحيدة في روسيا، برزت من خلال مشاركتها في برامج اجتماعية جريئة قبل ذلك. وانتقدت سياسات الكرملين بقوة واستخدمت قبل سنوات عبارات مهينة لروسيا، إذ وصفت الأوضاع فيها ب «حثالة وراثية». وتحفّظ الكرملين على التعليق، وأكّد الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف أن «من السابق لأوانه الحديث عن منافسين لبوتين، لأن الرئيس لم يعلن بعد ترشّحه». لكن المواقف السابقة لسوبتشاك تحوّلت مادة تندّر ضدها، إذ قال زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف إنه يعارض تحويل الانتخابات «أضحوكة تراجيدية»، وزاد: «عندما أتذكر أكثر أنواع الأقاويل المناهضة لروسيا خبثاً، بالكاد أتخيّل فرصتها لمنافسة جديّة» لبوتين. ولفت رئيس «الحزب الديموقراطي الاجتماعي» القومي فلاديمير جيرينوفسكي إلى أن «لا مواهب لديها سوى الظهور في برامج خفيفة»، معتبراً أن على المرشّح لمنصب الرئيس أن يمتلك مجموعة صفات إيجابية، وتابع: «يجب أن تكون مسلحاً بحقبة تاريخية، وأن تكون عملت في مناصب ووظائف عامة». ورأى أن روسيا «تحتاج إلى ماريشال لقيادتها، ويترشّح للانتخابات مَن هم برتبة رقيب»، منبّهاً إلى «خطوة خطرة». وزاد: «يجب تسليم زمام إدارة البلاد لخبراء لا لآخرين. إنها دمية هدفها إهانة سائر المرشحين». وتبدو فرص سوبتشاك، إذا قررت المضيّ في قرارها، معدومة للفوز، والأمر ذاته ينسحب على أبرز رموز المعارضة في روسيا الآن، السياسي أليكسي نافالني الذي منعه قرار قضائي من الترشّح، بسبب إدانته في ملفات فساد. لكنه يخوض معركة قضائية لإثبات حقه في خوض المعركة.