درعا، نيويورك، باريس - ا ف ب، رويترز - نقلت وكالات الأنباء عن ناشطين حقوقيين أن 15 شخصاً على الأقل قتلوا امس في درعا في حادثين منفصلين أحدهما في جامع العمري فجرا، والثاني لاحقاً خلال مهاجمة معزّين في المدينة التي تشهد تظاهرات غير مسبوقة منذ الجمعة مطالبة بالإصلاح السياسي وإنهاء الفساد. وكانت الأنباء تضاربت امس في شأن أحداث جامع العمري بين رواية رسمية أكدت سقوط قتلى وجرحى في اعتداء نفذته «عصابة مسلحة» والعثور على اسلحة ونقود في الجامع، وبين رواية ناشطين حقوقيين اتهموا القوات السورية بشن هجوم لتفريق المعتصمين في الجامع. في هذه الاثناء، أعلن التلفزيون السوري امس ان الرئيس بشار الاسد أعفى محافظ درعا فيصل كلثوم من مهامه، في وقت اكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أمس ان الرئيس ملتزم مواصلة طريق الاصلاح والتحديث في سورية. من جانبهم، قال محامون ان السلطات أفرجت عن ست متظاهرات شاركن في تظاهرة صامتة الاسبوع الماضي امام وزارة الداخلية في دمشق تطالب بالافراج عن سجناء سياسيين. وفي حصيلة لعدد الضحايا في اليوم السادس للاحتجاجات في درعا، قال ناشط حقوقي لوكالة «فرانس برس» ان «عدد القتلى اثر الهجوم الذي شنته القوات السورية على المعتصمين امام مسجد العمري فجراً 9 قتلى، بينهم امرأتان وطفل وطبيب، بالاضافة الى عنصرين من قوى الامن». وفي وقت لاحق، قال: «قتل 6 اشخاص بعد إطلاق قوات الامن السورية النار على معزين» اثناء عودتهم من تشييع فقيدين قتلوا فجراً. غير ان ناشطاً آخر أكد «مقتل 13 شخصا أمام جامع العمري، وبين 5 الى 6 اشخاص على الاقل اثر الاعتداء الذي حصل على المعزين». واشار ثالث الى ان حصيلة القتلى «بلغت 11 قتيلا من درعا، وقتيلين من القرى المجاورة»، في وقت اشار شهود الى ان قوات الامن اطلقت النار على مئات الشبان الذين قاموا بمسيرة الى درعا قادمة من الشمال تضامنا مع سكانها بعد مقتل مدنيين فجراً. وتضاربت الروايات في شأن احداث جامع العمري فجراً، اذ جاء في بيان رسمي سوري: «قامت عصابة مسلحة بالاعتداء المسلح بعد منتصف ليل أمس (الثلثاء - الاربعاء) على طاقم طبي في سيارة إسعاف تمر قرب جامع العمري في درعا، ما أدى الى استشهاد طبيب ومسعف وسائق السيارة». وأضاف: «تصدت قوى الامن القريبة من المكان للمعتدين واستطاعت أن تصيب عددا منهم وتعتقل بعضهم وسقط شهيد من قوى الامن». وتابع «أن العصابة المسلحة قامت بتخزين أسلحة وذخيرة في جامع العمري واستخدمت أطفالاً خطفتهم من عوائلهم كدروع بشرية». وعرض التلفزيون السوري لقطات لأسلحة وقنابل وذخائر قال انه تم العثور عليها في المسجد، لكن الناشطين قالوا ان الاحتجاج سلمي ولا توجد أسلحة. من جانبها، اتهمت وكالة الانباء السورية (سانا) «جهات خارجية تواصل بث الاكاذيب عن الاوضاع في درعا... بهدف تحريض الاهالي وترويعهم بينما يتعاون الاهالي مع قوى الامن في ملاحقة افراد العصابة المسلحة». ونقلت عن مصدر رسمي قوله ان «اكثر من مليون رسالة نصية على الهاتف النقال وصلت من الخارج، مصدر غالبتيها اسرائيل، تدعو السوريين الى استخدام المساجد منطلقاً للشغب». ونفى ناشطون حقوقيون الرواية الرسمية السورية واتهموا القوات السورية بشن هجوم لتفريق معتصمين امام مسجد العمري في المدينة، مشيرين الى قطع خطوط الاتصال والتيار الكهربائي قبل بدء الهجوم. واوردوا بعض اسماء قتلى امس «وهم الدكتور علي المحاميد وطاهر المسالمة وماهر المسالمة وعمر عبد الوالي مسالمة وامرأة من عائلة مسالمة ومالك اكراد واشرف المصري وعلي الرواشدة وحاتم المحاميد وامرأة من عائلة ابو نبود». وقال احد السكان ان بين القتلى علي غصاب المحاميد، وهو طبيب من عائلة بارزة في درعا كان توجه الى المسجد في الحي القديم في المدينة لمساعدة جرحى الهجوم الذي وقع فجراً. من جانبه، دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «العنف ضد المتظاهرين السلميين» في درعا، وقال الناطق باسمه مارتن نزيركي: «ينبغي فتح تحقيق شفاف في هذه المجازر ومحاسبة المسؤولين عنها». واضاف: «كرر الامين العام نداءه الى السلطات السورية بأن تحجم عن استخدام العنف وتلتزم تعهداتها الدولية في شأن حقوق الانسان، بما فيها حق التجمع السلمي... كما ذكر الحكومة السورية بواجبها حماية المدنيين وتحملها مسؤولية الاستجابة للتطلعات المشروعة لشعبها عبر الحوار والاصلاحات». ودعت فرنسادمشق الى تنفيذ اصلاحات سياسية من دون تأخير واحترام حقوق الانسان، كما دعتها الى التحقيق في سقوط قتلى في درعا والافراج عن المحتجزين خلال الاحتجاجات، وقالت ان «الاستخدام المفرط للقوة» لا بد أن يتوقف. واعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها من العنف الذي تلجأ اليه قوات الامن السورية ضد المدنيين في درعا، واعلنت ادانتها لهذه الاعمال، كما قالت وزارة الخارجية.