قالت مصادر من مدينة درعا السورية إن قوات الأمن قتلت ستة أشخاص على الأقل وأصابت العشرات الأربعاء في هجوم على المسجد العمري في المدينة الواقعة بجنوب سوريا، حيث جرت احتجاجات واسعة على مدى الأيام الستة الماضية. سوريون يشكلون درعا بشرية حول المسجد العمري قبل اقتحامه وقال سكان لرويترز: إن من بين القتلى علي غصاب المحاميد الطبيب وهو من عائلة بارزة في درعا وكان قد ذهب إلى المسجد في الحي القديم بالمدينة لمساعدة مصابي الهجوم، ولم يتضح على الفور هل كان لدى المحتجين أي أسلحة. وبحصيلة هذا الهجوم الذي وقع بعد منتصف الليلة قبل الماضية يرتفع عدد المدنيين الذين قتلتهم القوات السورية إلى 12 في سادس يوم من المواجهات مع المحتجين المطالبين بإصلاحات سياسية والقضاء على الفساد. وقال ناشط فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس في نيقوسيا عبر الهاتف من درعا "اسفر الهجوم الذي شنته القوات السورية على المعتصمين امام مسجد العمري بدرعا عن وقوع خمسة قتلى وعشرات الجرحى". وذكرت صحيفة "سورية الحرة" الإلكترونية المستقلة أن قوات الحرس الجمهوري لاحقت الأهالي في الشوارع المحيطة وأطلقت النار عليهم، مشيرة إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى، إلا أنه لم يتسن التأكد من مصدر مستقل. وقد ترددت انباء عن مقتل خمسة أشخاص في تلك الاحداث. وذكر ناشط حقوقي آخر "ان القوات باشرت عند الساعة الواحدة فجر الأربعاء بشن هجوم على المعتصمين امام مسجد العمري". ولفت ناشط آخر للوكالة ان السلطات "قطعت التيار الكهربائي عن المدينة قبل ان تبدأ هجومها". وكان المتظاهرون شكلوا درعا بشرية حول جامع العمري في درعا خشية اقتحامه، وذلك بعد ان قام الجيش وقوات الامن بتفريق تظاهرة احتجاج انطلقت لليوم الخامس على التوالي وامتدت الى مدن مجاورة لدرعا. ودان الاتحاد الاوروبي بشدة "القمع العنيف، بما في ذلك استخدام الرصاص الحي، للتظاهرات السلمية" في سوريا. واكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في بيان ان قمع المتظاهرين الذين يحتجون على نظام الرئيس بشار الاسد في سوريا هو امر "غير مقبول". وحضت اشتون السلطات السورية على احالة مرتكبي العنف على القضاء و"الاصغاء الى المطالب المشروعة" للشعب السوري داعية دمشق الى معالجة المشكلات "عبر اصلاحات حقيقية وليس عبر القمع". واشار ناشط حقوقي الى "وجود اكثر من 800 مفقود في درعا" منذ اندلاع الاحداث فيها الجمعة. وانطلقت حركة الاحتجاج في سوريا في الخامس عشر من الشهر الحالي من دمشق بناء على دعوة على موقع الفيسبوك حملت عنوان "الثورة السورية ضد بشار الاسد". من جهتها قالت السلطات السورية امس: إن عصابة مسلحة قامت بالاعتداء المسلح بعد منتصف الليلة قبل الماضية على طاقم طبي في سيارة إسعاف تمر بالقرب من جامع العمري بمحافظة درعا السورية. وقالت وكالة الانباء السورية "سانا" امس "إن طبيبا ومسعفا وسائق السيارة قتلوا، فقامت قوى الأمن القريبة من المكان بالتصدي للمعتدين واستطاعت أن تصيب عددا منهم وتعتقل بعضهم وسقط شهيد من قوى الأمن". ولم تشر الوكالة السورية الى أي تدخل للقوات الخاصة في هذه العملية. وأضافت سانا، نقلا عن مصدر رسمي، ان "قوى الأمن ستواصل ملاحقة العصابات المسلحة التي تروع المدنيين وتقوم بعمليات قتل وسرقة وحرق المنشآت العامة والخاصة في درعا".