لن يترك المستثمرون السويسريون البورصات الدولية على المدى المتوسط، وفق ما توقع باحثون في جامعة زوريخ مستندين إلى إحصاءات تشير إلى أن كل صناديق الاستثمار المستوطنة في روسيا وجنوب آسيا تخضع حالياً لضغوط سياسية واقتصادية، ستكون لها تداعيات سلبية على كتلة الدول النامية على المديين القصير والمتوسط. وعلى رغم ذلك ستسجل حركة الاستثمارات السويسرية انتعاشاً هذه السنة، وهي ستستهدف أسهماً وصناديق استثمار غير روسية على رغم السياسة المالية «المتقلّبة» لمجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي التي أوقعت المستثمرين في «فخها». وتُقدّر القيمة الإجمالية للاستثمارات السويسرية حول العالم ب 8 بلايين فرنك سويسري لهذه السنة، في مقابل 6.6 بليون فرنك سويسري العام الماضي. وأفضى الانخفاض الطفيف في معدل قيمة الأسهم المتداولة في بورصة زوريخ بنسبة 0.3 في المئة في الشهور العشرة الأخيرة، إلى خسائر بلغت 3.5 بليون فرنك سويسري دفعة واحدة خلال العام الماضي. ولو حصلت هذه الكارثة داخل أي سوق سندات وأسهم عربية لكانت التداعيات وخيمة جداً. لكن الساحة المالية السويسرية قديمة المنشأ وتحملت خسائر في السابق، ظنّ البعض أنها نهاية المجد المالي لسويسرا. لكن الخبراء الاقتصاديين يقدّرون حركة الاستثمارات السويسرية حول العالم حتى آذار (مارس) الماضي بنحو 740 بليون فرنك سويسري. ويُعتبر هذا المبلغ الذي يضخه السويسريون في أسواق المال بالنسبة إلى دولة أوروبية غربية صغيرة الحجم جغرافياً مثل سويسرا، جديرة بالاحترام والتقدير، ويتفوق حالياً على ما يوظّفه المستثمرون الإيطاليون أم الفرنسيون داخل أسواق كهذه. وتُعدّ الأسهم السويسرية حالياً صلبة خصوصاً إذا كانت تابعة لشركات كبيرة الحجم، علماً أن المستثمرين السويسريين ابتعدوا من سندات الخزينة الأوروبية حتى السويسرية، كي يقبلوا بكثافة على شراء تلك السندات والأسهم «الخاصة»، التي يمكن أن تضمن لهم مردوداً مرتفعاً على الصعيد الاستثماري الأعلى أو فوائد سنوية ثابتة على الصعيد الاستثماري الأدنى. ويتوقع خبراء بورصة زوريخ في هذا السياق، أن ترتفع قيمة أسهم الشركات السويسرية الصناعية نحو 4.5 في المئة خلال هذه السنة، مدعومة بالأسهم الصيدلانية السويسرية التي تشهد فترة راحة «نفسية» كونها قفزت 6 في المئة في الشهور الخمسة الأخيرة. ويشير الباحثون في معهد «أوتو كوبر» في مدينة «بار»، إلى أن لعبة المستثمرين السويسريين ستكون ذكية بتفاديها كل ما له علاقة بروسيا. ويكفي النظر مثلاً، إلى صناديق الأسهم الروسية التي خسرت منذ بداية التوترات مع أوكرانيا نحو 18 في المئة من قيمتها. في وقت تآكلت قيمة السندات المتداول بها بالروبل الروسي بنسبة زادت على 6 في المئة. أما بالنسبة إلى صناديق الاستثمار الأوروبية، التي ركزت قواها على الأسواق النامية (ومن ضمنها روسيا) فهي خسرت بدورها نحو 10 في المئة من قيمتها. يُذكر أن تدفق الاستثمارات السويسرية في أسواق الأسهم الصينية يتواصل لكن بوتيرة أخف من العام الماضي، نتيجة المخاوف من صحة الاقتصاد الصيني على المدى المتوسط. أما الاستثمارات السويسرية في أسواق الأسهم والسندات اليابانية، فهي مستمرة بالقوة ذاتها خلال العام الماضي خصوصاً بعد نمو قيمتها عالمياً بنسبة 2.2 في المئة.