يفضل المستثمرون الدوليون حالياً الاستثمار في الأسهم الأميركية، بدلاً من التوظيف في أسواق الدول النامية. وتمكنت صناديق الاستثمار الأميركية من استقطاب 95 بليون دولار من الخارج خلال هذه السنة. فيما بلغت القيمة الإجمالية للأموال التي تركت هذه الصناديق 8.4 بليون دولار. وفي متابعة لأوضاع مؤشر «أس أند بي 500» الأميركي، يُلاحظ انتعاش 70 في المئة أكثر من مؤشر الأسواق النامية المعروف باسم «أم أس سي آي». وفي الأعوام الستة الأخيرة رصد الخبراء «هدوء» سوق الأسهم الأميركية أكثر من أسواق الصين والبرازيل وروسيا والهند. وأظهر استطلاع شمل مديري 15 صندوقاً استثمارياً سويسرياً يدير كل واحد منه أكثر من 3.5 بليون فرنك، أن الأموال تتدفق من أسواق الدول النامية إلى صناديق الاستثمار الأميركية بمبالغ ضخمة جداً، وهي ظاهرة جديدة لم تسجل سابقاً، إذ ربما دفع الضعف الذي أصاب الدول النامية والصعوبات الاقتصادية التي تمرّ فيها، المستثمرين الدوليين إلى الهجرة بأموالهم إلى الولاياتالمتحدة، التي تتمايز باقتصاد يُعدّ الأكثر استقراراً حول العالم، فيما تقدّم سوق الأسهم الأميركية آمالاً كبيرة للمستثمرين. وتعكس هجرة رؤوس الأموال من أسواق الدول النامية أيضاً، حركة نزوح لأموال المستثمرين السويسريين إلى أميركا وسويسرا. وحلّل الباحثون أوضاع أكثر من 1500 صندوق استثماري في العالم. وسحب المستثمرون الدوليون بين تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي حتى تموز (يوليو) الماضي شهراً بعد آخر 32 بليون دولار من أسواق أسهم الدول النامية، أُودعت في أسواق الأسهم الأميركية إذ لم يسجل هذا التدفق اللافت إليها منذ أيلول (سبتمبر) عام 2008. وسُجل خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة هروب قياسي لرؤوس الأموال من الدول النامية، أي الهند وإندونيسيا والبرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا. وأشار مراقبون في بورصة زيوريخ، إلى أن المستثمرين الدوليين وبينهم السويسريون يذهبون إلى حيث يشعرون بالأمان. وتُعتبر أميركا الملاذ الآمن لهم، فيما يهمين الخوف على أسواق الدول النامية خصوصاً بعد صدور مؤشرات تباطؤ وصعوبات اقتصادية من الصين، علماً أن المستثمرين السويسريين وحدهم يملكون حوالى 100 بليون فرنك سويسري في أسواق أسهم الدول النامية.