حذّر مستثمرون في قطاع الثروة السمكية من التأثيرات السلبية لشح المياه في العراق، على مستوى إنتاجية أحواض تربية الأسماك، والتي يزيد عددها على 20 ألفاً قرب بغداد والمحافظات الوسطى. وأكدوا مخاوفهم من استمرار تحكم دول الجوار في مياه نهري دجلة والفرات والذي يبدو مرتبطاً بقرارات سياسية. ولفت مستثمر في تصريح إلى «الحياة»، إلى أن مسألة تحكم دول الجوار في مياه نهري دجلة والفرات تثير قلق المستثمرين، الذين يناشدون المسؤولين وضع حلول عملية تنقذ آلاف حقول التربية من كارثة محققة. ولفت إلى إجماع المهتمين بالقطاع الزراعي والحيواني على أن انخفاض منسوب مياه نهري دجلة والفرات، الذي حرم مساحات زراعية واسعة من الاستثمار والإنتاج وأدى إلى تلاشي دعم السوق المحلية بأنواع المحاصيل الزراعية الضرورية، ساهم في شكل كبير ايضاً في تردي إنتاجية قطاع الثروة السمكية المنتجة لآلاف الأطنان من الأسماك سنوياً. ونبّه مستثمرون آخرون في القطاع إلى كارثة كبيرة يمكن أن يتعرض لها مربو الأسماك بسبب استمرار انخفاض منسوب المياه، واعتماد بعضهم على المياه المبتذلة لسد حاجة حقولهم من المياه. واشتكى مستثمر آخر من معاناته، موضحاً أنه استثمر أموالاً ضخمة على مدى 40 سنة في تربية الأسماك، التي تعتبر مصدر رزق آلاف العراقيين، لكن تنتابه المخاوف من تراجع الجدوى الاقتصادية من عمله في القطاع، نتيجة نقص المياه. يذكر أن العراق الذي يحتاج إلى نحو 50 بليون متر مكعب من مياه الشرب والزراعة والاستهلاك الصحي والصناعي سنوياً، دعا باستمرار الى تقسيم عادل بينه وبين ثلاث دول هي تركيا وسورية وإيران تشاركه في مياه الأنهار. وقدّر العجز في المياه المشتركة الداخلة ب 33 بليون متر مكعب في 2015. ولا تتوافق طاقات تخزين كميات المياه المتدنية في العراق مع طاقات التخزين العالية البالغة 148 بليون متر مكعب.