اندلعت اشتباكات في منطقة الغرارات في سوق الجمعة في العاصمة الليبية طرابلس أمس، بين أهالي الغرارات و «قوة الردع الخاصة» التابعة لحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فائز السراج، ما أدى إلى وقف رحلات الطيران المدني ساعات عدة في مطار معيتيقة، فيما أعلن وفد مجلس النواب «تعليق» مشاركته في جولة المحادثات مع وفد المجلس الرئاسي التي بدأت السبت الماضي في تونس برعاية الأممالمتحدة التي أكدت تواصل «المشاورات الداخلية» أمس. وسُمع دوي إطلاق نار متقطع في وقت مبكر أمس، قرب مطار معيتيقة وهي قاعدة جوية عسكرية قرب وسط طرابلس تستقبل رحلات مدنية منذ تعرض مطار طرابلس الدولي لدمار شديد في معارك عام 2014. وأُعيد فتح المطار ظهراً. واندلعت الاشتباكات عندما شنت «قوة الردع الخاصة» عمليات دهم في منطقة الغرارات المجاورة للمطار. وقال الناطق باسم قوة الردع أحمد بن سالم إن عمليات الدهم استهدفت مجموعة حاولت مهاجمة منطقة المطار بعد مقتل مهرب مخدرات مطلوب القبض لإطلاقه النار على دورية للقوة. وأضاف أن منطقة الغرارات الآن تحت سيطرة قواته التي أعلنتها «منطقة عسكرية» لتتمكن من القضاء على أي مقاومة. وتابع أن أحد أفراد قوة الردع قُتل، وجُرح آخران، بينما سقط قتلى وجرحى من الجانب الآخر. وكانت مصادر ميدانية أفادت بوقوع 4 قتلى من شباب الغرارات في سوق الجمعة في العاصمة برصاص قوات الردع الخاصة. وقالت المصادر إن قذائف «آر بي جي» من جهة قوة الردع تتساقط على منازل المدنيين في المنطقة، وسط حالة استنفار بين الأهالي. وكانت قوة الردع الخاصة أعلنت في وقت سابق، عن تمكنها تمكنت من السيطرة على «فلول المجرمين» في الغرارات. وأشارت عبر صفحتها الرسمية على موقع «فايسبوك»، إلى اعتقال كثيرين منهم، وأن العمليات جارية للتمشيط والسيطرة الكاملة على المنطقة، داعيةً المواطنين إلى توخي الحذر وعدم التحرك في أماكن الاشتباك حفاظاً على سلامتهم. واندلعت الاشتباكات منذ ليل الأحد بين «قوة الردع الخاصة» ومسلحين في الغرارات، بعد اعتقال القوة أحد المطلوبين وقتل آخر أثناء العملية، الأمر الذي أدى إلى غضب في المنطقة وإغلاق طرق والطلاق النار على قوة الردع، وتهديد سلامة الطيران في «معيتيقة». إلى ذلك، أعلنت قوة الردع الخاصة التابعة لحكومة الوفاق، توقيف قادة تشكيل مسلّح من «حركة العدل والمساواة» السودانية المتمردة في دارفور، حاول السيطرة على منافذ طرابلس قبل أسبوعين. وقالت «قوة الردع» في بيان إنها قبضت على قائدي التشكيل، وهما المبروك جمعة سلطان احنيش (ليبي الجنسية) وإمام داوود محمد الفقي (سوداني الجنسية)، مؤكدةً أنهما كانا يقودان تشكيلاً مسلحاً حاول السيطرة على منافذ العاصمة طرابلسالجنوبية والغربية دخولاً من منطقة ورشفانة. وأوضحت أن «التشكيل المسلح اشتبك مع قوة أمنية في مدينة غريان قبل أن يتمكن الدخول إلى ورشفانة والتمركز في أحد معسكرات العزيزية جنوب العاصمة». وكشفت أن «هذا التشكيل كان يخطط للسيطرة على مداخل مدينة طرابلس، بالاتفاق مع بعض التشكيلات الموجودة داخل طرابلس، قبل أن تتمكن قوات حكومة الوفاق من إفشال مخططها». وذكرت أن «هذا التشكيل كان يضم مرتزقة من السودان». في غضون ذلك، تعثر الحوار الليبي في تونس، فقال مصدر مأذون إن أعضاء لجنتي تعديل الاتفاق السياسي، ستكتفي بجلسات تشاورية منفصلة، كل واحدة على حدة، بعد تعليق بعثة الأممالمتحدة الجلسات المشتركة للجنة تعديل الصياغة المؤلفة من أعضاء من البرلمان والمجلس الأعلى للدولة. وأضاف المصدر أن المبعوث الدولي غسان سلامة شارك في المشاورات المنفصلة، لإقناع الأطراف باستئناف الحوار اليوم. وذكرت مصادر صحافية من مقرّ إقامة وفدي البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، بأن البعثة بالغت في التعتيم الإعلامي تجاه النتائج الأولية للجلسات التي عُقدت لتعديل اتفاق الصخيرات. وأوضحت أن ما يحدث في الجلسات المغلقة، برعاية الأممالمتحدة، كان ينبغي أن ينتج عنه مؤتمر صحافي عقب نهاية كل جلسة لمعرفة ما دار من مشاورات وتعديلات وآخر ما توصلت إليه هذه الجلسات. وفي سياق متصل، أوضحت أطراف سياسية، أن المادة الثامنة المتعلقة بقيادة القوات المسلحة كانت من ضمن المواد التي وقع الخلاف حولها.