أعلن البيت الأبيض أمس، أن الرئيس باراك أوباما أجرى محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال إن بلاده لن تشارك في العمليات العسكرية التي يقوم لها التحالف الغربي في ليبيا، لكنها قد تشارك بمهمات «مراقبة» في المتوسط وعمليات انسانية في بنغازي، معقل المعارضة الليبية. وأوضح البيت الأبيض في بيان، أن أوباما عبّر في الاتصال عن «تقديره» للجهود الإنسانية التي تقوم بها تركيا في ليبيا، بما في ذلك مساعدتها في تأمين الإفراج عن أربعة من صحافيي «نيويورك تايمز» وتسهيل نقلهم إلى تونس أول من أمس. وأضاف أن أوباما وأردوغان «أعادا تأكيد دعمهما للتنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن 1970 و1973، بهدف حماية الشعب الليبي». وزاد أنهما «اتفقا على أن ذلك يتطلب جهداً عالمياً يتمتع بقاعدة عريضة، بما في ذلك من الدول العربية، بهدف تنفيذ قرارات الأممالمتحدة وفرضها، بالاعتماد على المساهمات التي تقدمها الأمم والتي توفرها القيادة الفريدة المتعددة الجنسيات لحلف شمال الأطلسي لضمان الحصول على أقصى تأثير ممكن». وتابع البيان أن الزعيمين شددا على الالتزام المشترك بهدف مساعدة الشعب الليبي، في إتاحة الفرصة ليحوِّلوا بلدهم، من خلال إقامة نظام ديموقراطي يحترم إرادة الشعب». وجاء ذلك في وقت أكد أردوغان أمام البرلمان أمس، أن تركيا «لن تكون إطلاقاً مَن يسدد فوهة سلاح إلى الشعب الليبي»، موضحاً أن أنقرة تواصل المشاورات، وخصوصاً مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي لاتخاذ قرار حول «المساهمة» في «إعادة السلام» إلى ليبيا. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن أردوغان الذي يرأس حكومة إسلامية محافظة: «ينبغي أن يجري التغيير في ليبيا عبر الحراك الخاص بالبلاد، لا بتدخلات أجنبية»، معبّراً عن قلق تركيا حيال العمليات العسكرية الجارية. وأضاف أن «مخاوفنا لها أساس، ففي السابق أدت عمليات مشابهة إلى احتلال، وتسببت بالمزيد من الخسائر بين المدنيين»، في إشارة إلى العراق. وكان أردوغان أفاد في تصريحات لصحيفة «حرييت»، أن تركيا لن تكون من بين الدول التي تشارك في الضربات التي يشنها ائتلاف دولي في ليبيا، إلا أنها قد تشارك في العمليات الإنسانية في هذا البلد. وقال للصحيفة في تصريح أدلى به على متن الطائرة التي أعادته الإثنين من السعودية إلى أنقرة: «لن نشارك بقواتنا المقاتلة، فمن غير الوارد أن تُلقي مقاتلاتنا قنابل على الشعب الليبي. هذه فرضية غير ممكنة». وقال: «لا نريد أن تصبح ليبيا عراقاً ثانياً (...) خلال ثماني سنوات تم تدمير حضارة كاملة وقَتْل أكثر من مليون شخص» في العراق. وكانت أنقرة أعلنت الإثنين انها تريد توضيحات في شأن خطط الحلف الأطلسي في ليبيا. وطلبت الأحد من البلدان الاعضاء الأخرى في الحلف مراجعة خطط تدخل اطلسي محتمل، معتبرة أن قصف الائتلاف الدولي بدّل المعادلة والمطلوب حماية المدنيين. وكان وزير الدفاع التركي وجدي غونول قد صرّح بأن أنقرة لا تفهم قيادة فرنسا للضربات الجوية، على ما نقلت وكالة الأناضول. وقال: «لا يبدو ممكناً أن نتفهم اندفاع فرنسا الى هذا الحد في هذا التحرك. يصعب علينا أن نفهم لماذا تتصرف وكأنها موكلة تطبيق قرار الأممالمتحدة بنفسها».