اتفقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر خلال عشاء في بروكسيل أمس (الإثنين) على ضرورة تسريع وتيرة المفاوضات في شأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت). وذكر بيان مشترك أن اجتماعاً «بناءً وودياً» دام ساعتين قاما خلاله ب «استعراض التقدم المتحقق حتى الآن في خصوص مفاوضات المادة 50، واتفقا على ضرورة الإسراع في هذه الجهود في الشهور المقبلة». وكان اجتماع ماي ويونكر مغلقاً وجرى الإعلان عنه قبل أقل من 24 ساعة من عقده وشارك فيه كبيرا مفاوضيهما في مسألة الخروج ديفيز ديفيز وميشيل بارنييه على الترتيب وقبل أقل من ثلاثة أيام على عودة ماي إلى بروكسيل لحضور قمة للاتحاد الأوروبي. ولم يقدم المسؤولون تفاصيل حتى الآن في شأن ما دار في الاجتماع باستثناء البيان الختامي الذي يتألف من ست جمل فحسب. ويطالب الجانبان بتسريع المحادثات مع اقتراب موعد انسحاب بريطانيا من التكتل في آذار (مارس) 2019 وتحذير الشركات من أنه من دون وضوح في شأن ما سيحدث بعد ذلك، فإنها ربما تبدأ نقل الاستثمارات في مطلع العام المقبل. ولم يعط البيان المشترك تفاصيل أخرى ولم يشر كذلك إلى تبادل الجانبين اللوم في التسبب في أزمة. ويتهم الاتحاد الأوروبي ماي بالتقاعس عن تحديد كيف ستسدد الالتزامات المالية المترتبة على بلادها من جراء الانفصال. وتتهم لندن الاتحاد الأوروبي في المقابل برفض إجراء محادثات في شأن اتفاق تجاري مستقبلي بين الجانبين وفترة انتقال قبل أن تسوي بريطانيا المسألة المادية. وعبر بعض ديبلوماسيي الاتحاد الأوروبي عن قلقهم من لقاء ماي مع يونكر وبارنييه قبل لقائها الزعماء الوطنيين الآخرين، وذلك خشية أن تحاول رئيسة الوزراء، التي تحيط بها الخلافات داخل حكومتها في شأن طبيعة الانفصال عن الاتحاد، إحداث انقسام بين الأعضاء ال 27 الآخرين. ويقول ديبلوماسيون إن بارنييه اقترح تسريع المحادثات ببدء مناقشات داخل الاتحاد الأوروبي في شأن فترة انتقال تبقى فيها بريطانيا في السوق الموحدة. وقوبلت فكرته بمقاومة من قاطرتي الاتحاد ألمانيا وفرنسا، بيد أن الدول ال 27 مستعدة الآن فيما يبدو للموافقة على هذه البادرة في بيان للاتحاد سيصدر الجمعة المقبل. وسئل الناطق باسم ماي قبل الاجتماع عما إذا كانت ستطرح تفاصيل جديدة في شأن العرض المالي البريطاني، فأوضح أنها لن تفعل. وقال ديبلوماسي أوروبي «سيكون الأمر إما عشاء مكلفاً للغاية... يتكلف حوالى 30 بليون يورو وإلا.. ما هذا؟».