نيو اورلينز، بورت فورتشون - أ ف ب، رويترز – قررت شركة «بريتش بتروليوم» المجازفة بعملية «جراحية» في أعماق خليج المكسيك، بربط أنبوب بالبئر التي تسربت منها ملايين الليترات، يضخ النفط إلى ناقلة، بعد التراجع عن فكرة وضع غطاء. وعزا ناطق باسم الشركة براين فرغوسن في تصريح إلى «وكالة فرانس برس»، هذا التغيير إلى «المخاوف من تشكل بلورات تشبه الجليد في القمع، كما حدث الأسبوع الماضي مع الغطاء الأول». ولفت إلى أن مهندسي الشركة «سيحاولون بمساعدة غواصات تُحرّك من بعد، إدخال أنبوب قطره 15 سنتمتراً في البئر البالغ عرضها 50 سنتيمتراً». وأوضح أن «وصلات عدة مربوطة بالأنبوب ستساعد على التحامه بالبئر»، ولم ينكر «خلو العملية من الخطر خصوصاً بسبب الضغط في الأعماق». وأشار ناطق آخر باسم «بي بي» إلى أن الشركة «قررت التخلي موقتاً عن وضع غطاء جديد لسد تسرب النفط على عمق 1500 متر، للتركيز على مدّ أنبوب لشفط النفط المتسرّب من البئر». وفي وقت تسعى مجموعة «بي بي» إلى وقف التسرب النفطي من بئر خليج المكسيك، يزداد الضغط السياسي عليها لإحراز تقدم، في حين تبلّغ سكان ولايات فلوريدا ومسيسيبي والاباما الساحلية، أن بقعة الزيت لن تصل إلى شواطئهم قبل وقت متأخر من اليوم. ولفت الكابتن ستيف بولين قائد قطاع في خفر السواحل الأميركية في مدينة موبيل في الاباما، إلى أن «أحدث توقعات الإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، أظهرت أن البقعة النفطية لن تصل إلى الاباما قبل مساء اليوم». وشدّدت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مراراً، على ضرورة أن «تدفع الشركة البريطانية كلفة تطهير منطقة التسرب ونفقات إصلاحات اقتصادية أخرى في المنطقة». وأعلن البيت الأبيض في بيان، أن أوباما «سيجتمع مع أعضاء في حكومته ومسؤولين في الإدارة لتحديد الخطوات في الجهود المستمرة لوقف تسرب النفط، والحد من انتشاره، ومساعدة المتضررين ». وظهرت نتائج تحليل حول أسباب الانفجار، كشفت عنه صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مهندسيْن، تحدثا عن «إجراء اختبارات قبل 48 ساعة من الانفجار». ولفتت الصحيفة إلى أن النتائج «بيّنت حصول تسرب للغاز القابل للاشتعال الى البئر». ويأتي هذا التحليل، بعد جلسة استماع في الكونغرس عُقدت الأربعاء الماضي، أكد خلالها برلمانيون أميركيون يحققون في البقعة السوداء، «امتلاكهم عناصر تفيد بخرق إجراءات السلامة». ولحسن الحظ جرت الرياح بما تشتهي السفن، إذ لعبت الأحوال الجوية دور الحليف ل «بريتش بتروليوم»، مع استمرار الرياح والتيارات في إبطاء تقدم البقعة النفطية، ما ساعد 1300 عنصر إنقاذ أرسلتهم السلطات الأميركية الى لويزيانا وميسيسيبي والاباما وفلوريدا، لنصب شبكة واسعة من العوامات والسدود على طول السواحل، ونشر مواد يمكن أن تؤدي الى تحلل النفط والاهتمام بالحيوانات المتضررة. وأعلن الكابتن إدوين ستانتون في خفر السواحل في تصريح إلى «فرانس برس»، «رشّ مليوني ليتر من المواد التي تتسبب بتحلله». وأشار إلى «نفوق عشرة طيور فقط حتى الآن، وهو أمر لافت، لكن نستعد للأسوأ».