فشل تنظيم «داعش» الإرهابي في محاولات «كسر الحصار» حول مسلحيه في معاقله في شمال سيناء، خصوصاً في جنوب مدينة العريش التي لاذ بها، بعد أن أحكمت قوات الجيش والشرطة السيطرة على مفاصل تحركات مسلحيه في جنوب مدينتي الشيخ زويد ورفح. وبعد يوم على مقتل 6 جنود مصريين، في هجوم شنه متطرفون بالقنابل اليدوية والأسلحة الآلية على مكمن للجيش في جنوبالعريش، كرر مسلحون محاولة النفاذ من الطوق الأمني المُحكم حول منطقة المزارع في جنوبالعريش وأحياء سكنية في جنوب غربي المدينة، بهجوم ضخم أحبطه الجيش في بدايته. وأفادت معلومات للجيش بمشاركة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة، ومسلحين بقنابل يدوية وقذائف «آر بي جي»، في هجوم العريش أمس، ما أظهر أن مسلحي «داعش» كانوا يسعون إلى تكرار نهجهم في الهجوم على المكامن الأمنية بالسيارات المفخخة والانتحاريين، قبل الاشتباك مع القوات بالأسلحة الآلية والمتوسطة. ووفق بيان للجيش، فإن انتحارياً حاول التسلل إلى المكمن، فقتلته قوات الأمن لينفجر حزام ناسف كان يرتديه بمرافقيه من التكفيريين، الذين تناثرت أشلاؤهم في محيط المكمن. ثم اشتبكت قوات الجيش مع المهاجمين الذين فروا وبينهم جرحى. وكان لافتاً أنهم ارتدوا زي القوات المسلحة، فيما اعتادوا في هجمات سابقة ارتداء ملابس مموهة شبه عسكرية تختلف عن زي مقاتلي الجيش. ومنذ أسابيع شنت قوات الجيش والشرطة حملات دهم واسعة في أحياء جنوبالعريش، خصوصاً لجهة الغرب، إذ اتخذت خلايا «داعش» من المزارع والأحياء العشوائية فيها ملاذات للانطلاق لشن هجمات في قلب مدينة العريش ضد قوات الشرطة، أو الاتجاه جنوباً باتجاه وسط سيناء، أو غرباً لاستهداف المكامن الأمنية، لتطويق قوات الجيش مفاصل الطرق في اتجاه الشرق إلى مدينتي الشيخ زويد ورفح. ودفعت وزارة الداخلية منذ أسابيع بتعزيزات من الجنود والآليات للمساعدة في تطهير جنوبالعريش، وأشرفت قيادات أمنية وعسكرية على تلك الحملة، بعدما تعاظم الخطر الآتي من تلك المنطقة، التي انطلق منها المسلحون الذين هاجموا رتلاً أمنياً على الطريق بين العريش والقنطرة غرباً، وآخرون شنوا هجمات في وسط سيناء، وأخيراً استهداف مكمن للجيش أول من أمس. ودانت السعودية الهجوم على قوات الجيش في العريش. وجدد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية وقوف المملكة إلى جانب مصر ضد التطرف والإرهاب، مقدماً العزاء والمواساة لذوي الضحايا ولمصر حكومة وشعباً. في غضون ذلك، عثر سكان في رفح على رأس مفصول لرجل مجهول الهوية، يُعتقد أن مسلحي «داعش» ذبحوه، في عودة لظاهرة «الرؤوس المفصولة» التي أرّقت سكان شمال سيناء في السنوات الماضية، لكنها توارت مع إحكام الجيش والشرطة السيطرة على معاقل التنظيم الإرهابي. وكان عُثر قبل أسابيع في قرية الحسينات في غرب رفح على رأس من دون جسد. وقالت مصادر طبية إنه تم العثور على رأس من دون جسد في محيط مرفق مياه «الأحراش» في مدينة رفح، وتم تسليمه إلى مستشفى رفح، وبعدها نُقل إلى مستشفى العريش. وأقدم مسلحون من «داعش»، قبل تراجع موجة الإرهاب في شمال سيناء، على ذبح مدنيين بزعم تعاونهم مع الأمن، وأقلقت تلك الظاهرة سكان شمال سيناء، ودفعتهم إلى تشكيل تحالفات قبلية لمواجهة المتطرفين.