عادت عمليات العنف في شبه جزيرة سيناء إلى واجهة الأحداث في مصر، إثر هجمات مُسلحة شنتها مجموعات عدة في شكل متزامن مستهدفة مكامن عسكرية في مدينتي العريش والشيخ زويد في شمال سيناء فجر أمس، ما أسفر عن مقتل عسكريين ومهاجمين (للمزيد). ونُفذت الهجمات بعد أيام من استضافة منتجع شرم الشيخ في جنوبسيناء «مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري» ومؤتمر القمة العربية. وقال الناطق باسم الجيش العميد محمد سمير في بيان أمس أن «اشتباكات وقعت بين مجموعات من العناصر الإرهابية وبعض المكامن الأمنية في مدينتي العريش والشيخ زويد في توقيت متزامن، ما أسفر عن مقتل 15 عنصراً إرهابياً وجرح آخرين، فضلاً عن استشهاد 5 أبطال من عناصر التأمين وإصابة آخرين». لكن وكالتي «رويترز» و «فرانس برس» نقلتا عن مسؤولين في الشرطة أن 15 جندياً قُتلوا في تلك الهجمات. وأكدت ل «الحياة» مصادر طبية أن مدنيين اثنين قُتلا في تلك الهجمات، وأن 17 مدنياً جُرحوا بينهم أطفال إصابات بعضهم خطرة، فيما جُرح 16 جندياً. وعُلم أن الهجمات استهدفت أربعة مكامن هي «قبر عمير» و «الخروبة» جنوب مدينة الشيخ زويد واثنان على الطريق الدولية بين العريش ورفح. وأتت الهجمات بعد هدوء نسبي ساد مدن شمال سيناء، وإعلان الجيش تحقيق «نجاحات في التصدي للجماعات المسلحة» على أثر تشكيل قيادة عسكرية موحدة لشبه جزيرة سيناء بقيادة الفريق أسامة عسكر. وكان الجيش أعلن مقتل مئات المسلحين منذ هجوم على ضاحية السلام الأمنية في العريش في كانون الثاني (يناير) الماضي أدى إلى مقتل عشرات العسكريين والمدنيين. وقالت مصادر عسكرية أن «سيارات رباعية الدفع هاجمت المكامن بأسلحة آلية بالتزامن بعد قصف عنيف بقذائف آر بي جي ومدافع هاون، واشتبكت معها قوات تلك المكامن، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى». وأضافت أن «بعض جثامين القتلى (من المهاجمين) في قبضة الجيش، وسيتم تحليل الحامض النووي للتعرف إلى شخصيات الجناة، فيما تمكن المهاجمون من إجلاء جثث أخرى». وأوضحت أن «عشرات المسلحين شاركوا في تلك الهجمات»، مشيرة إلى أن «الجماعات الإرهابية نفذت الهجمات بإسناد من مجموعات أخرى..».