تفاجأ عدد كبير من الباحثين عن عمل حكومي بتعطل نظام التوظيف الحكومي «جدارة» بعد يومين من تدشينه، إلا أن الموقع الإلكتروني للنظام برر ذلك بكثرة مستخدمي «جدارة» في الوقت الحالي. وحمّل مواطنون مسؤولية العطل في النظام على القائمين على الإدارة التنفيذية للموقع الإلكتروني، لعدم وضع الاحتياطات اللازمة مسبقاً لتفادي الضغط الذي سيحصل عليه، خصوصاً أن عدداً كبيراً من الأشخاص سيدخلون على النظام. وشهدت «الحياة» محاولات عدد من المواطنين والمواطنات الذين حاولوا لمرات عدة الدخول على الموقع لتسجيل بياناتهم، لكنها لم تفلح، إذ قال خالد القحطاني: «أسعى منذ الصباح الباكر جاهداً لتسجيل بياناتي، لكن لم استطع من ذلك»، مشيراً إلى أن الوزارة تتحمل المسؤولية لمعرفتها مسبقاً أن هناك مئات الآلاف من الباحثين عن العمل سيدخلون على الموقع في آن واحد ولهذا كان من الأحرى عليهم وضع الاحتياطات اللازمة في حال حدوث تعطل للموقع. وأضاف أن استمرار الخلل لأكثر من أربع ساعات متواصلة يدل على أن القائمين على الموقع فقدوا السيطرة على حل الأزمة في وقت وجيز. وذكرت شهد السعود أنها تريثت لدخول الموقع مساء اول من أمس خشية الضغط الكبير الذي سيشهده، بيد أن الخلل لا يزال مستمراً على فترات متقطعة، مشددةً على أن وزارة الخدمة المدنية لم تتفادَ الأخطاء التي وقعت فيها وزارة العمل الأسبوع الماضي بعد تعطل خدماتها. وأكدت أنه أثناء تسجيل بياناتها في الموقع الإلكتروني ل «جدارة» بعد محاولات لساعات عدة «تفاجأت بعدم استكمال البيانات بعد تعطل الخدمة عليّ أثناء الانتقال إلى الصفحة الأخرى». من جانبه، أوضح الخبير التقني والناشط في الشبكات الاجتماعية مروان المريصي أن تعطل المواقع الالكترونية يكون بسبب أخذ مساحة أقل من المفترض، إذ لابد من وضع أجهزة استقبال تتحمل الضغط الهائل، خصوصاً أنها على معرفة بالإقبال الكبير من المواطنين والمواطنات على التسجيل، مشيراً إلى أن المواقع الحكومية تحظى بدعم مالي كبير تحلم فيه كبرى المواقع الالكترونية الخاصة. وأضاف: «لابد من وضع أسوأ الاحتمالات عند تدشين المواقع الالكترونية الكبرى حتى لا يحدث تعطل لها»، مؤكداً أنه في العرف التقني استمرار العطل ليوم كامل يعتبر فشلاً ذريعاً، تتحمله الإدارة المشرفة على المواقع الالكتروني. واتصلت «الحياة» بالناطق باسم وزارة الخدمة المدنية عبدالعزيز الخنين، إلا أنها لم تتلق أي رد منه عن مشكلة تعطل النظام.