التسجيل الإلكتروني للوظائف منح السرعة للباحثين عن العمل في مواقع النت لمؤسسات وقطاعات حكومية وشركات خاصة، حيث أدخلت الجهات الرسمية "التسجيل الإلكتروني" في خطتها منذ سنوات لتفادي تكدس الملفات الخضراء، وازدحام المتقدمين في "طوابير كبيرة " لدى بوابتها..والسؤال: هل حقق التسجيل الإلكتروني الهدف منه في استيعاب جميع المتقدمين والباحثين عن العمل دون أخطاء؟، وهل نجح في تقليل ضياع الجهد والوقت لدى المتقدم؟، أم أن تلك التجربة قدمت كخطوة أولية جيدة لكنها لم تفعّل بشكل يخدم "العاطلين" فجاء تباطؤ النظام، أو خلل بعض الروابط المعلن عنها، أو إلغاء صفحات التقديم، والازدحام على الموقع على حسابهم دون إيجاد حلول بديلة لروابط إلكترونية تقفل وتتعطل لساعات طويلة؟. ووجه بعض الباحثين عن العمل أصابع الانتقاد للمواقع الإلكترونية الرسمية منها وغير الرسمية والتي تعلن عن وجود وظائف شاغله، من خلال موقع واحد يتم فيها التزاحم؛ حتى أصبحت وكأنها ساحات حرب لمن رغب أن يستبق الوقت للتسجيل لكنه سرعان مايتفاجأ بانقطاع الاتصال، أو خطأ الصفحة، أو الإصرار على أن بعض البيانات خاطئة وهي صحيحة وغيرها من السلبيات التي تسببت كثيراً بإعاقة عمل تلك المواقع الإلكترونية. «التجربة متواضعة» و«النظام بطيء» و«خلل في الروابط» وخطأ في «صفحات التقديم» وقت طويل وممل تقول "سمية الجروبي" "كثيراً مادخلت على موقع الخدمة المدنية للتسجيل عبر موقعها الإلكتروني في حالة الإعلان عن وظائف شاغله، لكنني كنت في كل مرة أدخل في موجة غضب عارمة من ما يحدث لي أثناء التسجيل، فحينما أسجل فذلك يعني أنني لابد أن أمكث أمام صفحات التسجيل أكثر من ساعتين، وحينما أستطيع الدخول وتعبئة البيانات قد لا أستطيع الانتقال للصفحة الثانية نظراً لأنه يظهر لي بأن معلومة خاطئة كالسجل المدني أو مكان الميلاد في حين أن المعلومة صحيحة، فأعيد التسجيل، وحينما أحرز نجاحاً في الانتقال للصفحتين الثانية والثالثة أتفاجأ بأن الاتصال انقطع والشبكة غير متوفرة، أو أن الصفحة لا يمكن عرضها، حتى أعاود التقديم من جديد، وربما قفل الموقع قبل أن أستطيع معاودة الدخول فأعيد التسجيل في أوقات أخرى"، مشيرة إلى أن التسجيل الإلكتروني قدّم خدمة إمكانية التسجيل من خلال المنزل إلاّ أنه تسبب بهدر الكثير من الوقت والجهد، وربما انتهى الوقت المحدد للتسجيل ولم يتمكن البعض من الدخول. د.الشهري: تجربة البنوك ناجحة وتحتاج إلى تعميم.. البيانات مدخله سابقاً! وتلتقط منها أطراف الحديث "هاجر سالم"؛ التي تقدمت للتسجيل على وظائف إدارية في إحدى الجامعات كانت معلنة، وقد تم تحديد الرابط الذي وجدت صعوبة كبيرة في التقاطه، وحينما أدخلت بياناتها كان يظهر لها في كل مرة أن البيانات مدخله سابقاً، موضحة أنها حاولت اليوم الذي يليه وبقيت على ذلك مراراً حتى قبل موعد انتهاء التسجيل بيوم، وحينما اتصلت بمقر الجامعة طلبوا منها مراجعة قسم التسجيل للتأكد من بياناتها، وحينما ذهبت وجدت تكدساً كبيراً لمراجعات لديهم نفس المشكلة، وقد بررت الموظفات ذلك بأن هناك خطأ في النظام تسبب بإحداث عرقلة التسجيل لدى البعض فتم إدخال بياناتهم يدوياً عبر الجامعة، مشيرة إلى أن ذلك الوضع لم يختلف كثيراً عن تقديم الملف اليدوي وكأنهم عادوا إلى المربع الأول. توسيع إمكانية النظام ويرى "د.فايز الشهري" -باحث متخصص في استخدامات الانترنت والإعلام الجديد- أن التجربة الأقرب للتسجيل الإلكتروني هي تجربة الخدمة المدنية، فموقع الوزارة لم يصمد كثيراً أمام طلبات العاطلين والراغبين للعمل، من خلال انهيار نظام موقع العمل وإخراج الشخص المتقدم خارج الموقع في كل مرة، وذلك بعد مرحلة أو مرحلتين، مؤكدا على أن ذلك يدل على ضرورة توسيع إمكانية النظام وخبراته بشكل يسمح أن يستقبل عددا أكبر من المستخدمين، فالبناء البرمجي يبدو بأنه لم يكن يسمح بأن يكون هناك مساحة بحيث يستطيع المتقدم بتعديل بيانته، فلابد من المرور على جميع الخطوات حينما يرغب بالتعديل، وذلك يتسبب بمشكلة في التسجيل خاصة مع الأعداد الكبيرة للمتقدمين. د.الدوسري: لا يتيح التعرف على المتقدم وقدراته وخبراته أما عن الحلول المقترحة لحل تلك الإشكالية الموجودة فيرى "الشهري" أن هناك ملايين المواقع العالمية التي تستقبل الطلبات يومياً وتستطيع أن تتعامل معها، وبالتالي من الممكن إتباع تلك الطرق من خلال توسيع خوادم الاستضافة، أو عمل أكثر من موقع لاستقبال تلك الطلبات، بالإضافة إلى الموقع الرئيس الذي يشرف عليه مختصون، مثمناً طرق التسجيل الإلكتروني كأسلوب متبع من قبل الجهات التنفيذية وبعض الشركات، حيث إنها خطوة جادة تدل على توجههم إلى مايسمى بالإدارة الفنية. التسجيل الالكتروني ساهم في تقليل حجم المراجعين للجهات الحكومية والخاصة سلبيات التسجيل وأشار إلى أن سلبيات التسجيل الإلكتروني تتمثل في أي عمل بعيد عن العنصر البشري الذي يمكنه من التعامل مع الشخص بإمكانية مباشرة، كذلك فشل النظام في استقبال جميع الطلبات، وصعوبة التعديل في أوقات معنية، وبالتالي قد يجد الشخص نفسه أمام معلومات خاطئة لا يمكن أن يصححها، إضافة إلى إساءة استخدام هذه التقنية من قبل أشخاص يقومون بتسجيل بيانات زائفة؛ مماقد يؤدي إلى ارتفاع عدد المتقدمين وهو في الحقيقة لا يعكس هذا الواقع، متحدثا كذلك عن الإيجابيات والتي تتمثّل في التسهيل على الناس الفائدة من التقنية، كذلك توفير المال والجهد كما هو في العادة في مثل استخدام التقنيات، والفائدة الأكبر تتمثل في إمكانية المتقدمين لمتابعة نتائجهم بشكل دائم، كما أنها نجحت في قبول عشرات الشباب في الابتعاث لمن يبحث في مثل هذه المواقع، مثمناً تجربة البنوك في التعامل الإلكتروني مع العملاء هي التجربة التي يمكن أن يستشهد لها في المملكة، فعلى مدى سنوات كانت البنوك تتعامل بشكل رتيب في خدمات الصرف الآلي في الشوارع ثم لحقت باستخدام الانترنت وقدمت خدمات شبه متكاملة عبره، ولم يلاحظ وجود أي معاناة في خدمات التحويلات والتعامل مع الأسهم، موضحاً أن ذلك أدى إلى اختفاء الطوابير الكبيرة من أمام البنوك، داعياً إلى أن تحذو الشركات الخاصة والمؤسسات حذوها حينما يتم الإعلان عن وجود وظائف، أو عن قبول. الشريم: «لا يمكن عرض الصفحة».. أزعجت المتقدمين نظرة إيجابية وقال:" لا بد من النظر إلى مثل هذه الأساليب في التقديم على الوظائف بشكل إيجابي كونها تبشر ببشائر خير فهي بداية (الحكومة المرنة، والحكومة الذكية، والحكومة الإلكترونية)، مؤكداً على أن على الباحثين والمراقبين والإعلاميين أن تشجع هذا التوجه؛ لأنه سيؤدي إلى بناء بنية تحتية قوية جداً تتحمل الكثير من المشكلات الفنية والإدارية، كما أنه سيخلق فرصا عملية جديدة؛ فالسلبيات ستبقى ولكن طالما أن الحديث عن إصلاحها وتعديلها فإن ذلك هو الطريق الصحيح، فالطموحات كبيرة والتجارب العالمية واضحة فلا عذر للمؤسسات الرسمية وغير الرسمية أن تقدم نفسها للعالم من خلال الانترنت بشكل جيد، وللمواطن بشكل يفعل خدماته. د.فايز الشهري مقترحات تطويرية أما "د.عبد العزيز الدوسري" -المدير التنفيذي لوادي الرياض للتقنية- فيرى أن طريقة التسجيل الإلكتروني غير مجدية ولابد من الاستعاضة عنها بتحديد أيام للمهنة يتم فيها استقبال "السي دي" للمتقدم للوظيفة على غرار ما قامت به بعض الجامعات التي استقبلت الكثير من الشركات التي تعرض وظائف شاغله لديها في بهو الجامعة، داعياً إلى التركيز على يوم المهنة الذي لا بد أن تتبناه جميع الشركات والغرف التجارية والجامعات، والتي تدعو إلى حملات التوظيف وإجراء المقابلات، كما يتم فيها أخذ معلومات، موضحاً أن التسجيل الإلكتروني يمنح التسجيل للجميع دون أن يتيح التعرف على المتقدم ومعرفة لغته، وقدراته الوظيفية، والتعرف على خبراته، وذلك لا يعطي معياراً حقيقياً للمتقدم، معاوداً التأكيد على أن يوم المهنة من أهم الوسائل التي تتيح للشركة المعلنة عن الوظائف الشاغرة التعرف على الموظف وإمكانياته، منتقداً الأسلوب الذي يحدث في إعطاء جهة واحدة استقبال طلبات المتقدمين على رابطهم تتم هي بدورها توجيهه إلى شركة أو جهة عمل قد لا يرغب العمل بها، مقترحاً أن تتولى كل جهة الإعلان عن الوظائف التي لديها؛ فعلى سبيل المثال الشخص المتخرج من تخصص علم الاجتماع.. لماذا يتوجه إلى وزارة العمل لتقديم على طلب وظيفة؟، لماذا لا يتقدم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية التي تتولى هذا النوع من الوظائف المتعلقة بعلم الاجتماع؟، كذلك وظائف الصحة.. لماذا تتولى استقبال المتقدمين لها وزارة الصحة حتى أصبح 150 متقدماً يتجهون لموقع إلكتروني واحد ثم تأتي وزارة العمل توزعهم على الجهات المختصة، واصفاً تلك الأنظمة بالبيروقراطية التي ليس لها أي "داع"، موضحاً أن لدى كل وزارة موظفيها ومختصيها في شئون الموظفين يستطيعون أن يقوموا بحملات هدفها استقبال طلبات التوظيف مباشرة، على أن يتم الرد على المتقدم للوظيفية خلال يومين فقط، مثمناً خطوة الجامعات في تمكين الطالب من التسجيل في جامعة واحدة فقط بحيث غير مسموح له التقديم في جامعة أخرى، وذلك مايجب تطبيقه على مستوى التخصصات فكل تخصص لابد أن يتبع للجهة المتعلقة فيه أثناء التسجيل، وذلك مالابد أن يحدث في القطاع الخاص التي تتولى الغرف التجارية فيها المسؤولية، فلابد من تقصير الطريق على المتقدمين وليس تصعيب الأمور، محبذا التركيز على يوم المهنة وإمداده إلى أسبوع بدل أن يقتصر على يومين. د.عبد العزيز الدوسري المشكلة مازالت قائمة! ويتفق معه المدرب "نايف الشريم" -المشرف العام على موقع التفكير الإيجابي- الذي يرى بأنه حتى الآن لم توجد الطريقة المثلى لحل مشكلة التسجيل للوظائف، وذلك عبر تقديم الملفات لوزارة العمل، وكذلك عبر التسجيل الإلكتروني في الجهات الأخرى، فالمشكلة مازالت قائمة، مرجحاً السبب في ضعف المتابعة المستمرة من قبل المسؤولين الذين يستقبلون تلك الملفات، وكذلك المسؤولين عن استقبال طلبات التسجيل الإلكتروني، موضحاً أن الإشكالية في تحديد رابط يتم استقبال الطلبات عليه وقد تكون الوظائف المعلنة تم اختيار من يشغلها بحيث التسجيل يكون بشكل صوري، مشيراً إلى أنه حتى على مستوى بعض الجهات المعلنة عن الوظائف لا يوجد نفي عن وجود مشكلة حقيقية عبر التسجيل الإلكتروني، فمايتم نشره بأن هناك مشكلة في إغلاق الموقع أو تباطؤ النظام في التسجيل حينما يشتكي المتقدمون، إلاّ أنه لا يوجد هناك حلول حقيقية وجادة، ويحدث أنه يذهب من أنهى التسجيل الإلكتروني اللجوء لموظف في جهة العمل لتقديم له رقم الطلب والتأكد من طلبه وهذا غير مجدٍ، مؤكداً على أن هناك جهودا مبذولة إلاّ أنه في مقابل ذلك على وزارة العمل والخدمة المدنية ومن تعلن عن وجود وظائف شاغله وضع عدة روابط للدخول عليه والتسجيل بدل رابط واحد. صفحة التقديم على برنامج «حافز» بوزارة العمل وأشار إلى أن أهم المشاكل التي تحدث في التسجيل الإلكتروني من خلال تجربته الشخصية في التقديم على وظائف لإحدى أقربائه، حيث يظهر له دائماً "لا يمكن عرض الصفحة"، وذلك بسبب الضغط على الرابط، وأيضاً ما حدث مع إحدى قريباته التي دخلت على موقع الخدمة المدنية للتسجيل، وحينما وصلت إلى الصفحة الرابعة ظهر لها "لا يمكن عرض الصفحة" فاضطرت للعودة من جديد للتسجيل؛ فظهرت لها بعض الملاحظات كالسجل المدني مدخل سابقاً، أو الاسم خطأ، حتى اضطرت أن تذهب للفرع الذين قاموا بتسجيلها وحل المشكلة لديهم، مطالباً بضرورة حل تلك الإشكالية خاصة أن من يتقدم لشغل تلك الوظائف ليس 500 شخص بل خمسة ملايين وربما أكثر. شروط التقديم الالكتروني على الوظائف المعلنة في موقع وزارة الخدمة المدنية