طوكيو، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أعاد احتمال عودة الكهرباء الى محطة فوكوشيما النووية الأمل بتفادي كارثة اكبر حجماً بعد ثمانية ايام على الزلزال الذي ضرب بقوة 9 درجات شمال شرقي اليابان، واعقبته امواج مد «تسونامي» اسفرت عن سقوط اكثر من 7 آلاف شخص وفقدان 10 آلاف آخرين. وتسارعت الجهود المبذولة لتبريد المفاعلات المتضررة في فوكوشيما، وتفادي حادث نووي اسوأ من تشرنوبيل في اوكرانيا عام 1986. ونجح عشرة كهربائيين في سحب اسلاك كهربائية الى داخل المحطة، تمهيداً لإعادة الكهرباء الى المفاعلات 1 و2 و5 و6، مع الأمل بإيصال الكهرباء الى المفاعلين 3 و4 الأكثر تضرراً اليوم. وفي الوقت ذاته، تتواصل عملية تبريد المفاعلات باستخدام شاحنات صهاريج مجهزة بخراطيم مياه. وقال فومياكا هياكاوا، الناطق باسم شركة كهرباء طوكيو (تيبكو) التي تشغل محطة فوكوشيما: «لا نستطيع ان نجزم بنجاحنا، لكننا نبذل قصارى جهدنا في هذه العملية» التي تحتاج الى عمل المضخات داخل المفاعلات التي لم يعرف حجم الضرر الذي اصابها بسبب الانفجارات والحرائق التي اندلعت فيها بعد الزلزال. وتحدثت تقارير عن استقرار مستوى الاشعاع في المحطة عند مستويات «أعلى كثيراً» من الطبيعي، ولكنها لا تزال في نطاق يسمح باجراءات استشفاء في الموقع. كذلك، لا تزال اجواء الريبة تسيطر على سكان المناطق القريبة من المحطة. وأطلقت السلطات اول انذار بتلوث مواد غذائية بعد العثور على مستوى اشعاعات مرتفع في الحليب وأوراق السبانخ في منطقتين قريبتين. وقال الناطق باسم الحكومة يوكيو ادانو ان «هذا المستوى لا يهدد الصحة، مؤكداً ان الحكومة ستناقش اذا كان ضرورياً وقف شحن بعض المواد الزراعية في مناطق مجاورة للمحطة. وأوصت الحكومة من يغادر المنطقة القريبة من المحطة بتناول اقراص او شراب «اليود» كإجراء وقائي لحماية الجسم من سرطان الغدة الدرقية في حال التعرض لإشعاعات. ووزعت السلطات خلال اسبوع 230 ألف وحدة يود على مراكز الاجلاء الذي شمل سكان منطقة تحيط بالمحطة بقطر 20 كيلومتراً، فيما نصح مقيمون في منطقة قطرها 30 كيلومتراً بالبقاء داخل منازلهم. وفي الدول الاجنبية، تسيطر مشاعر الخوف على رغم الرسائل المطمئنة التي تنشرها منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية. وللمرة الاولى على الاراضي الاميركية، رصدت آلة قياس في كاليفورنيا كمية «ضئيلة» من الاشعاعات النووية الآتية من اليابان. وأوضحت وزارة الطاقة الأميركية التي قللت شأن هذه المسألة ان «كمية ضئيلة من النظير المشع «الزينون - 133» ضبطتها آلة في سكرامنتو بولاية كاليفورنيا، و «هي ناجمة عن نفايات محطة فوكوشيما». وخلصت الوزارة الى تأكيد ان كل التدابير التي اتخذتها الوكالة الأميركية لحماية البيئة على الاراضي الأميركية في هاواي وجزيرة غوام بالمحيط الهادئ «لم ترصد مستويات اشعاعية مقلقة». على صعيد آخر، اتفقت اليابان والصين وكوريا الجنوبية في اجتماع عقده وزراء خارجيتها في مدينة كيوتو اليابانية على العمل معاً لتعزيز امان الطاقة النووية، وزيادة التعاون في الرد على الكوارث. ونقلت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء عن مسؤول ياباني ان وزير الخارجية الياباني تاكياكي ماتسوموتو والصيني يانغ جيتشي والكوري الجنوبي كيم سونغ هوان اتفقوا في الاجتماع الثلاثي على السعي لتحقيق تقدم في مجال ضمان سلامة الطاقة النووية عبر الافادة من التجربة الحالية لليابان، وذلك قبل الاجتماع المرتقب لزعماء الدول الثلاثة المقرر في أيار (مايو) المقبل. تعزية هو جينتاو وفي بكين، قدم الرئيس الصيني هو جينتاو تعازيه لليابان في زيارة غير معتادة لسفارتها. ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة (شينجوا) عن هو جينتاو قوله للسفير الياباني ويشيرو نيوا خلال زيارته السفارة ان «الشعب الصيني يشعر بألم ومعاناة اليابان، وعرض الاستمرار في تقديم معونة». وأضاف: «نأمل بأن يتغلب شعب اليابان على المصاعب قريباً، ويعيد بناء بلاده»، علماً انه كان بعث رسالة تعزية الى الامبراطور الياباني اكيهيتو الاثنين الماضي. وفي عام 2008، شكر جينتاو مشاركة فرق انقاذ يابانية في عمليات بحث عن ناجين إثر زلزال سيتشوان الذي اسفر عن سقوط أكثر من 80 ألف قتيل. لكن التوتر تصاعد بين البلدين في الشهور الاخيرة، وأصاب علاقاتهما الفتور في ايلول (سبتمبر) الماضي بعدما اصطدم زورق صيد صيني بسفينتي دورية يابانيتين قرب مجموعة جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي القريبة من احتياطات ضخمة محتملة من الغاز والنفط.